ابتزاز

كتبت مقالة قبل أيام عن إحدى الشركات الحكومية، بناء على معلومات موثوقة وموثقة وردتني من مصدر موثوق، وعشت حالة من عصف ذهني بسبب أخبار «مكثفة» من الكيديات التي يقدمها متطوعون،  الذين يتطوعون بها كلما شعروا بأن جملا وقع لتتكاثر السكاكين على جثته تمزيقا، حيث وردني سيل من المعلومات، تشبه المعلومات التي تصل إلى مؤسسات رقابية كلما تم تعيين شخصية في موقع ما  أو تم تدشين مشروع حكومي في منطقة ما..

خبرتي البسيطة في هذا المجال تسعفني أحيانا لأشكل انطباعا مبدئيا حول المعلومة الكيدية، وتوغلي في البؤس أضفى على عقلي طريقة في التفكير ، حيث أنحو للأسلوب العلمي في البحث والاستنتاج كلما وردتني معلومة جديدة، وهي صفة تساعدني كثيرا في تطبيق المهنية على كل ما أكتب، بل إنها أورثتني أسلوبا مهنيا في التفكير للوصول إلى الحقيقة أو إلى أقرب مسافة عنها..
لا أريد سرد تفاصيل عن المعلومات الكثيرة التي تطوع بها المتطوعون، لكنني توقفت عند نقطة مهمة تواجه كثيرين وكثيرات من الزملاء، وتتعلق بالمهنية والشرف والأخلاق والنزاهة، حيث فوجئت بحجم «الابتزاز» الذي تمارسه جهات كثيرة وشخوص حتى لا نقول شخصيات، ويقنصون فرصا وتحصيلات على حساب الحقيقة والمعلومة الصادقة، وكم كانت صدمتي كبيرة حين سمعت للوهلة الأولى عن «إجراءات ثابتة» للابتزاز تشبه الأعمال الاجرامية المنظمة، ولا حاجة لذكرها الآن، لكنني لا بد سأكتب عنها في المستقبل.
الشخص الناجح محسود؛ يتعاظم الحقد ضده، وهذا بالضبط ما استطعت أن أفهمه حين سمعت بعض القصص التي تستهدف شخصيات عامة ناجحة، وتتمتع بكفاءة تكاد تكون متفردة في مجالها، وعلى الرغم من أننا نساق أحيانا في بعض الحملات الاعلامية ضد هؤلاء، الا أننا نكتشف خطأنا والمحترم منا والموضوعي المتصالح مع ذاته، هو الذي يبادر ويعتذر عن خطأ ارتكبه جراء هذا الانسياق الأعمى، ويقوم بنقل الحقيقة كما هي دون إضافة ولا تنقيص أو تبخيس للجهود، وهذا أيضا موضوع سأكتب عنه قريبا.
بعض قصص النجاح الأردنية الكبيرة تختفي ولا يذكرها الإعلام، والسبب هو المناكفات والابتزاز والحقد المتأصل في بعض النفوس، ثم ندرك أن الوطن هو الخاسر الأكبر جراء إخفاء مثل هذه القصص، خصوصا وقد تطوعت جهات منا لتعتيم صورة الوطن، واحترفت وضع العصي في الدواليب، وعلى سبيل المثال الذي أعتبره منقوصا مهنيا لأن لا وثائق لدي تدعمه، أذكر قصة ميناء الغاز في العقبة، الذي كان فكرة «ألمعية» تم تنفيذها وجلبت 500 مليون دينار للدولة في العام الماضي، ومن المتوقع ان توفر مليار دينار للدولة هذا العام، مثال لم يذكر في المدائح المدبجة عن الإنجاز الأردني في هذه الظروف القاهرة،.
قد تداهمنا الشخصنة وحساباتها في مهنتنا؛ لا ننكر، لكننا لا نعرف أن نبتز ولا نخجل ان نعتذر حين نخطىء، وعن نفسي يمكنني التأكيد بأنني وفيّ لمهنتي وللحقيقة لكنني وفيّ لوطني أكثر، ولا أصمت أو أتخفى حين يكون الواجب هو إبراز حقيقة أردنية وطنية تبعث في النفوس اعتزازا وطمأنينة..
للحديث تفاصيل وبقية سأقدمها موثقة وميدانية..وهذا أقل ما يمكنني القيام به من موقعي خدمة للحقيقة ولبلدنا وللمواطن.