الأثر المالي على وزارة الأوقاف

بدأ قرار المسجد الجامع حيز التنفيذ و ها قد بدأت المساجد تغلق أبوابها أمام المصليين وقت صلاة الجمعة و لست هنا بمعرض الحديث زيف ادعاء صاحب القرار من الاقتداء بسنة الرسول و احيائها فلكل حقبة زمنية ظروف و متطلبات فليس من الصحيح مقارنة الاوضاع في زمن الرسول الكريم صلوات ربي و سلامه عليه و أسقاطها على عام 1437 ه ، فالظروف مختلفه و شتان بين هذا و ذاك .
ولسنا ايضا معنيين بمخرجات هذا القرار التي ستؤدي الى عزوف المصليين عن صلاة الجمعة و ما في هذا القرار من تضييق على عباد الله و منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه ، فالشعب الأردني ليس كمعالي الوزير يمتلك سيارة حكومية باعلى المواصفات و بسائق خاص! 
علاوه على عدم اهتمامنا بهدفه الاسمى و تطلعاته بمد جسور المحبة و الثقه بينه و بين ممثلي الأدارة الامريكية " السفيرة الامريكية " و محاولة نيل الرضا لتثبيت كرسية الذي لن يلبث فيه طويلا ، و لا يخفى ايضا على الجميع ان الهدف ليس توحيد الخطاب الديني فذالك الامر بسيط و سهل و من الممكن ضبط ذلك بتعليمات داخليه و توجيهات عن مواضيع خطبة الجمعه .
و ننوه ايضا و على الرغم من قيام المديريات في الوزارة باختيار المساجد الاكبر مساحة بدعوى استيعاب اعداد المصليين الا ان هذا الادعاء غير منطقي و لا واقعي فمجرد النظر الى اكتظاظ المساجد يوم الجمعه نلحظ جليا زور و زيف هذا الادعاء.
و لا شك ان قله أعدد الخطباء المدربين و المؤهلين يا معالي الوزير ليست معضله و هناك العديد من الطرق التي من شأنها معالجة هذا الخلل من خلال آليات تتبعها وزارة الاوقاف ووزارة التعليم العالي ، فليس شرطا ان يكون الامام او الخطيب من حمله البكالوريس و اين دوركم في الوزارة في صقل و تنمية مهارات الخطباء ؟

فكل ما سبق لا يهمنا بشيء و انما انا اتحدث عن الأثر المالي على وزارة الاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية المستقله ماليا عن قانون الموازنه العامه ، حيث ان هذا الاستقلال المالي كان سببه تسهيل عملية القبض و النفقه بما يخص التبرعات التي تشكل المورد الاول للوزارة ، فمعظم المساجد في المملكة تم بناؤها على نفقه المحسنين و يتم الانفاق عليها و صيانتها و تحسينها من هذه التبرعات و يوم الجمعه هو يوم جمع التبرعات من المحسنين فما ستكون نتيجه اغلاق المساجد امام المصليين فقد بلغت عدد المساجد وفق الاحصائيات الرسمية الاخيره حوالي 6100 مسجد سنه 2015 حيث تقدر نسبة اعداد المصليين مسجد لكل 1000 مصلي و فيما لو تم خفض عدد المساجد التي ستقام بها صلاه الجمعه بنسبة 5:1 فان عدد المساجد التي ستكون قادره على جمع التبرعات هي 1016 مسجد اي ستنخفض الايرادات من التبرعات ما لا يقل عن 78% ( احتساب النسبه 6100-1000/ 6100 = 83% و باستبعاد 5% نسبه الخطأ في التقدير ) هذا حال تطبيق هذا القرار على المملكه ككل .
وحتى لا يقال ان النسبة خاطئة ساعتبر ان انخفاض الايرادات من التبرعات 50 % هذا و بالكاد تكفي التبرعات باحتياجات المساجد فمن اين سيتم الانفاق على المساجد في المملكه ؟؟ و ما هو مصير المساجد ؟ فهل ستنفق عليها من جيبك الخاص ؟ 
و انا أؤكد لكم ان قراركم فاشل بكافه المقاييس آنفة الذكر و سيتم الرجوع عنه ليس برضاكم و انما عنوة عنكم عندما لا تجد الوزارة مورد مالي قادر على تلبية حجم الانفاق المطلوب .