خلف العمامة

ولسوف يمر كل الوقت ولن تكون اكثر من غاضب ومقهور، ولن ترضى ابدا إلا إن أعطيت بلا حساب، فجرب مرة واحدة ان تكون بصدق ليس مع الغير وانما مع نفسك وحسب، انذاك يمكن ان تعطى فترضى. وليس كل الخير محسوب ولا كل الشر بمقابل، والعطاء ان كان بحساب يكون اثما والخير ان لم يرم في بحر يكون مثله ايضا. ويصدق الناس بدخول النعيم من كلام طيب فقط رغم كل ما يكدسون، ترى اين تعلم هؤلاء القوم وكيف لم يمر عليهم درس حاتم الطائي.
بالالتزام، والخوف ليس اقل شأنا من الجرءة والشجاعة تهور ان لم تكن من اجل عمل طيب بفهم، وليس الجبان بحال ما نقول هنا والقصد سؤالا عن السوى، وبات من يلبس جديدا يتقدم الصفوف رغم العجز عن فهم لم يقول الناس الله اكبر.
وامس رقت قلوب، ولانت مشاعر، ولولا مقادير الصدق ومعاييره لضاعت من الدنيا قصة عن كيف يكون البشر، والا ما معنى تحول الغضب حقدا لمجرد اطالة لسان، وها هي الدنيا على عهدها بالقهر ليحبس الناس قسرا ليس في السجون وحسب وانما داخل انفسهم ايضا.
يقولون عاش الزعيم او يسقط اللئيم والحالان واحد، فما الذي تراه اختلف منذ اعلان اول استقلال، وهل كان ينبغي للجزائر ان تسجل اكثر من مليون ونصف شهيد لتكون حرة حقا، وماذا عن الجلاء من سورية او انهاء الانتدابات سوى ان الدولة الاسرائيلية ترسخت واقعاً، ومن الذي يدري ان مرض زعيما او انه تعرض لحادث وعلى الجميع ان يصدق بأنه ملهم، ترى ممن على وجه الدقة.
في كل خطب الجمعة التي سمعناها او عرفنا عنها منذ اول وعي فيها لأزمة الدعاء من الامام على اليهود ودولتهم ليشتت شملهم وكذلك لأولي الامر لينصرهم ويوفقهم، غير ان ذلك لم يحدث بعد قط، ربما لأن الامام يكون مجرد موظف رسمي مثلا، طبعا الله اعلم.