الأستاذ ذياب من محكمه معان إلى محكمه التميز

 كنت أول من أسس فرع لجمعيه الوقاية من حوادث الطرق خارج عمان 

الفت موسوعة التشريعات الأردنية والتي بلغت 35 مجلد

أجد نفسي بالسلك القضائي أكثر من المحاماة لأني أنا من أصوغ وأصدر القوانين.

مواصفات القاضي الناجح أن يكون حكيما فهيما مستقيم متيناً  وذو اطلاع واسع بالعلوم القانونية والفقهية وبغزاره العلم 

  لم اندم على قرار أصدرتة في حياتي القضائية

 تمنيت أن أكون قاضي في محكمة الجنايات الكبرى

 القاضي مصباح ذياب القاضي اعتلى أعلى مناصب القضاء بالدولة  فقد تدرج في سلك القضاء من المحاكم الصغيرة في المحافظات حتى وصل إلى محكمه العدل العليا  وعمل في محكمه التميز  والاستئناف  وفي المجلس القضائي الأعلى .

كان لنا هذا الحوار الشيق  مع سعادة القاضي ؟

ذياب : أنا خريج كلية الحقوق من جامعة دمشق عام  (1963 )بتقدير جيد جداً , وبعدها عملت مدرساً بالمملكة العربية السعودية بمدارس مكة المكرمة لمدة سنتين ثم عدت إلى البلاد وانتسبت لنقابة المحامين للتدرب على المحاماة  في  عام

(1965), وبعدها فتحت مكتباً لمزاولة المهنة في العاصمة عمان وبقيت محاميا مزاولاً لمدة ست سنوات, حيث جرى بعدها تعييني في سلك القضاء اعتباراً من تاريخ 1/ 1 / 1974 في محكمة بداية معان وأصبحت رئيساً لها, وعندما جرى إنشاء محكمة بداية العقبة. انتدبت رئيسا بالإضافة إلى رئاسة محكمة بداية معان وأصبحت أداوم بالمحكمتين بالتناوب لمدة بضعة أشهر , وبعد ذلك وفي عام (1986 ) انتقلت إلى محكمة  استئناف عمان حيث عملت بها مدة سنتين ,وجرى بعدها نقلي رئيساً لمحكمة الجمارك  حيث أمضيت بهذا المنصب مدة ست سنوات , وبعدان حصلت على الدرجة العليا  في مطلع عام (1995) انتقلت إلى محكمة العدل العليا , وفي أثناء ذلك جرى انتدابي في الوقت نفسه للعمل في محكمة التمييز وبعد أن أمضيت مدة خمس سنوات لدى محكمة العدل العليا جرى نقلي متفرغاًالى محكمة التمييز .

ثم جرى نقلي لدائرة المحامي العام , وبعد أن أمضيت قرابة سنتين في هذه الدائرة جرى إ عادتي إلى محكمة التمييز رئيساً لإحدى هيئاتها , وكذلك شغلت عضوا في المجلس القضائي وفي ديوان تفسير القوانين, وبعد أن أمضيت مدة عشر سنوات لدى محكمتي العدل العليا والتمييز وبلوغ مجموع خدمتي القضائية المتواصلة اثنتين وثلاثين سنة أحلت نفسي على التقاعد اعتباراً من تاريخ 1/3/ 2005 وعدت بعدها لمزاولة مهنة المحاماة .

وإثناء خدمتي القضائية عملت أبحاثا قانونية ونشرت عدة مقالات متنوعة في مجلة نقابة المحامين وفي الصحف المحلية وكذلك في مجلة الشرطة وقد أصدرت دليلاً للتشريعات الأردنية بالتعاون مع نقابة المحامين كما أصدرت مبادئ قانونية في القضايا الجمركية بجرائم التهريب الجمركي ولدي من إعدادي موسوعة ًللتشريعات الأردنية بلغت حتى ألان 35 مجلداً كما  أعددت معجما للتشريعات بمثابة مرشد ودليل لها , وعملت محاضرا لمدة سنة كاملة في المعهد القضائي الأردني .

هل ترى نفسك بسلك القضاء أم في المحاماة ؟

ذياب : سعادتي كانت في السلك القضائي لانني أنا من أصوغ  واصدر الأحكام باجتهادي وقناعتي ومن وحي حبي وعشقي من صغري للعدالة وإحقاق الحق, بينما في مهنة المحاماة يبقى الحكم للمحكمة مهما بالغ المحامي في الدفاع  وفي بذل كل الجهود إذ ليس دائماً يكون الحكم حسب مبتغاة .

 ماهي الضمانات لتحقيق العدالة ؟

ذياب إن تركيبة السلم القضائي ودرجات التقاضي ومراحلها   من بداية واستئناف وتمييز  هي ضمانات التوصل إلى تحقيق العدالة , فعندما تجتاز القضية هذه المراحل فلا بد وان تتمخض بالنتيجة إلى ظهور الحقيقة والقناعة وينبغي على الخصوم التسليم بها .

ماهي مقومات القاضي الناجح ؟

ذياب : عرَفت مجلة الأحكام العدلية التي كانت القانون المدني عندنا سابقاً بأنه يجب أن يكون القاضي حكيما فهيماً مستقيماً  اميناً ومتياً . وهذا العريف جامع مانع وباختصار فان القاضي الناجح هو الذي يستطيع أن يقنع الخصوم بحكمه المبني على الإلمام بجميع جوانب القضية والرد على جميع دفوع وطلبات  أطراف الدعوى بحيث يشعر الخصوم أن القاضي ملم بجميع جوانب القضية بعمق  وفهم واسع  بتعليل وتسبيب وافي .

  أهم القضايا التي عرضت عليك ؟

ذياب : هناك قضية اذكرها جيدا مع انها كانت في بداية تعييني في القضاء وهي تتعلق بملاحقة مجموعة من مالكي وحدات سكنية في قرية بمحافظة معان بلغت حوالي (25) وحده قُدمت بحق اصحابها ضبوطات من مأمور الآثار بأنهم اعتدوا في البناء على مواقع أثرية وانه في حال ثبوت الاعتداء فان الحكم سيتضمن هدم الأبنية ولم يكن للمشتكى عليهم محامون , وقد بذلت  كل جهدي وعملت بدل المحامين عنهم لإثبات براءتهم حتى حصلت على دليل البراءة من أن الأبنية ليست في مواقع أثرية ولم يكن ذلك امراً سهلاً .

هل ندمت على قرار اتخذته خلال مسيرتك المهنية ؟

ذياب : لم اندم على أي قرار أو حكم اتخذته خلال مسيرتي القضائية لأنني واعيا و حريصا على قضا ياي وعلى إرضاء ضميري , واقدر خطورة وعواقب الخطأ والارتجال في الأحكام .

ما الشيء الذي تمنيت أن تحصل علية ؟

ذياب : كنت أتمنى الخدمة القضائية في محكمة الجنايات الكبرى بسبب أهمية وخطورة القضايا المعروضة عليها .

من كنت تعتبره قدوتك من القضاة الأوائل ؟

ذياب: لقد عاصرت الجهاز القضائي في أهم عصوره ( عصر الرعيل الأول ) ابتداء من عهد رئيس المجلس القضائي المرحوم موسى الساكت الذي كان نبراسا للقضاء  وكان معه أيضا عدد من أعلام  القضاء لهم بصمات خالدة واخص بالذكر المرحوم عبد الكريم معاذ الذي شغل منصب رئيس محكمة التمييز ورئيس المجلس القضائي , وجميع هؤلاء كانوا أساتذة وقدوة لنا   لو لم تكن في سلك القضاء ماذا أردت أن تكون ؟

ذياب : أنا بدئت حياتي العملية مدرساً في قطاع التربية والتعليم وآنا اعشق مهنة التعليم واخص بالذكر تدريس مادة التاريخ والجغرافيا .