في ذكرى النكبة .... !!!

الشعب يريد العودة  الى فلسطين ... تحت هذا الشعار يحيي الفلسطينيون في الشتات وعلى ارض الوطن الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين الجرح النازف في الجسد الفلسطيني الذي تداعى له الجسد العربي من المحيط الى الخليج بالسهر والحمى.

 

ورغم ان ضياع فلسطين تم عام ١٨٩٧ عندما اختتم الصهاينة أول مؤتمر لهم في بال بسويسرا لبحث السبل الكفيلة باقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين ... حيث اعلن منظر الحركة الصهيونية آنذاك تيودور هيرتزل ان الدولة اليهودية ستعلن بعد ٥٠ عاما ... الا ان الفلسطينيين والعرب حددوا الخامس عشر من شهر مايو عام ١٩٤٨ موعدا لاغتصاب فلسطين بعد ان اعلنت العصابات الصهيونية اقامة دولتها في الثاني عشر من شهر مايو من العام ذاته ...

 

 

 

واصرار الفلسطينيين على العودة الى مدنهم وقراهم يزداد عاما بعد عام ... بل ان غالبية كبار السن منهم ممن عاصر النكبة وعاش معاناتها ... او من كان صغيرا في ذلك العام لا يزالون يحتفظون بمفاتيح منازلهم في حيفا ويافا وعكا والرملة ... وحتى القرى التي مسحتها العصابات الصهيونية وازالتها عن سطح الارض يراود الأمل سكانها في العودة الى تراب الوطن وانقاض منازلهم ... وان هذا الأمل هو الآن اقوى من أي وقت مضى ...

 

لقد راهن الصهاينة منذ البداية على ان عامل الزمن وحده كفيل بحل قضية فلسطين دون عودة اللاجئين الى اراضيهم وممتلكاتهم ... فكبار السن يموتون والاجيال الصاعدة كفيلة بالنسيان ... حيث يصعب على من ولد خارج فلسطين وعاش في الشتات ان يعاوده الحنين الى ارض لم يرها ولم ينشأ على ملاعبها وروابيها ...

 

الا ان الشعب الفلسطيني اسقط نظرية الزمن الصهيونية بلا هوادة ... وكانت الأجيال الصاعدة اشد رغبة في العودة واكثر حرصا عليها ... فكان الفدائيون الاوائل الذين نفذوا عمليات جهادية جريئة في العمق الاسرائيلي ممن عاشوا في دول الشتات وغالبيتهم من الشباب الذين ولدوا خارج فلسطين ...

 

ورغم ان الحق لا قيمة له بلا قوة تدعمه .... الا ان المواثيق الدولية تحفظ للفلسطينيين حقهم في العودة ونص القرار رقم ١٩٤ الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحادي عشر من شهر ديسمبر «كانون الأول» عام ١٩٤٨ على حق اللاجئين في العودة الى ديارهم ... ومع ذلك عمل الصهاينة على الغاء هذا القرار من سجلات الأمم المتحدة بالتعاون مع الادارات الامريكية المتعاقبة طوال العقود الماضية ... واشترطت الغاء حق العودة لمواصلة مفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين ...

 

ذكرى النكبة هذا العام تتزامن مع النهضة العربية المتمثلة بالثورات الشعبية التي انطلقت في اكثر من قطر عربي معلنة الصحوة العربية التي طال انتظارها بعد سبات طويل ... ومن شأن هذه الثورات اعطاء دفعة للأمام على صعيد تحرير فلسطين واقامة دولتها المستقلة سيما وان الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوت في شهر سبتمبر «ايلول» المقبل على اقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ تطبيقا للقرار الدولي رقم ١٨١ الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر «تشرين الثاني» ١٩٤٧ الذي نص على اقامة دولتين يهودية وفلسطينية ... اما الدولة اليهودية فقد اقيمت بموجب القرار المذكور واعترف بها العالم ... فيما ينتظر الفلسطينيون اقامة دولتهم منذ ٦٣ عاما خلت !!!