على حافة الخطر

*

 

 

أن تكون صحافياً، فهذا يعني أنك تعيش على حافة الخطر، وأن تكون صحافياً في منطقة تعيش عصر التحولات العظمى، فأنت تعيش الخطر نفسه، وتعايش أدق تفاصيله، وقد تبدو وكأنك تحمل روحك على راحتك وترميها في مهاوي الردى!

 

أوٌل المقتولين في الحروب الكبيرة والصغيرة هم الصحافيون، وأول المعتقلين هم الصحافيون، وحين تحاول أن تهرب الأطراف من خطاياها تلوم الصحافيين، ويا ويلك إذا أردت أن تقول الحقيقة، وتكشف ما يُصارع ضميرك، فأنت، إذن، هدف مشروع لقطع الرزق وهذا مجرد جزرة، أو أنت هدف مشروع لقطع العُنق وهذا أكثر من عصا.

 

ولأنك صحافي فأنت تعرف تفاصيل ما يدور هنا، أو هناك، ولكن عليك أن تسكت على ما تعرف، لتنام الليل مرتاحاً، أما إذا أعلنت المستور، وكشفت المغطى، فليس لك سوى أن تعيش عناقيد غضب المتضررين، وأن تضع رقبتك على مقصلة بإنتظار سيف لا تعرف صاحبه.

 

عشرات الصحافيين يُقتلون كلّ سنة، ومئات منهم يُعتقلون، وآلاف منهم تُقطع ألسنتهم، فهي مهنة الخطر، وهي المهنة التي إرتضيناها لأنفسنا، فأحببناها، وأخلصنا لها، ولن نتركها مهما تعددت الأخطار، فالأسباب تتعدد ولكنّ الموت واحد، ورحم الله كلّ هؤلاء الذين حملوا روحهم على راحتهم وقدّموا للناس الحقيقة، ولكنّ الغدر أخذهم لسبب ضميرهم الحرّ.