ماهر أبو طير يكتب : عقدة «الهاشم» تجاه الأردنيين والفلسطينيين


 

 

العقد النفسية، أنواع، بعضها يكون مؤقتاً، وبعضها يكون دائماً، بعضها يخضع للعلاج فيزول، وبعضها لا يزول، ولو امطرت صاحبه بكل انواع الادوية والمسكنات، واللمسات الحانية ايضاً.

 

يعود الينا فؤاد الهاشم الكاتب الكويتي، المتخصص بلذع الاردنيين والفلسطينيين وقدحهم، في الزميلة صحيفة «الوطن» الكويتية، بمقال جديد، امس السبت، تحت عنوان «قشة الاردن».

 

في مقالته يبدي اعتراضاً كبيراً على انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي، باعتبار ان الامر امره وحده، ونحن المتسولون عند بابه العالي!.

 

يقول فؤاد في مقطع من مقالته: «المملكة الاردنية مرهقة اقتصادياً ومالياً وسياسياً منذ تأسيسها، فهي بلا نفط ولا غاز ولا موارد طبيعية، وارضها بركانية لا ينبت فيها عود اخضر الا بنصف غالون من المواد الكيميائية، تعيش على المساعدات والقروض والهبات وتحويلات الاردنيين، من اصول فلسطينية، في شتى بقاع الارض، عدد سكانها حوالي ستة ملايين، عشرة بالمائة فقط منهم من اهالي الاردن الاصليين».

 

يضيف في بقية المقطع «والباقي خليط تتصارع عليه حركات النضال الثوري الفلسطيني، من حماس وفتح، وجبهة شعبية، وجبهة ديموقراطية، وجماعة سورية، وجماعة العراق، وجماعة ليبيا، وجماعة اسرائيل.. وانت رايح!. نسبة المواليد به هي.. ثلاثة اطفال في كل دقيقة! ومعدل البطالة للذكور 11% وللاناث 23%، أي ما يعادل ثلث السكان، أي حوالي 2 مليون نسمة سوف يتدفقون على دول الخليج الست للبحث عن عمل أو فرصة أو حتى زوجة خليجية لـ»الذكر» وزوج خليجي لـ»الانثى»، في الوقت الذي يبحث فيه مئات الآلاف من الشباب السعودي والعماني والبحريني والكويتي عن.. وظيفة!».

 

سطور فؤاد التي تفيض كراهية للاردنيين والفلسطينيين، ليست جديدة، وليس ادل ذلك من تذاكيه على الناس، بتفكيك الاردن الى طبقات واصول ومنابت وحصص.

 

كلام بذيء بكل ما في التعبير من معنى، كلام جارح، لا يرتقي اساساً، الى مستوى النقاش، حول مشروع انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي، الذي يعترض عليه اردنيون، ايضاً، لكنهم لا يقولون في دول الخليج، ما يقوله «الرفيق» من تجريح متعمد، بل يناقشون الفكرة وجدواها لكل الاطراف.

 

لا ننكر للاهل في الكويت مواقفهم تجاه عروبتهم طوال عقود، ومدى الظلم والخذلان الذي تعرضوا له اثر احتلال العراق للكويت.

 

فؤاد هاشم هكذا هو دائماً، يريد استفزاز الاردنيين والفلسطينيين، خصوصاً، من ابناء الجاليتين في الكويت، وكأن لاشغل لهم سوى مقالاته الصفراء، هذا على الرغم من انهم لا يضيّعون وقتهم في قراءة ما يكتب، لان عندهم ما هو اهم، ولانه يكتب بقدمه.

 

يغمز الهاشم بطريقة مكشوفة من تركيبة الاردن الداخلية، ويريد ان يقول ان «الاردنيين الاصليين» عشرة بالمائة فقط، وانهم يعيشون من تحويلات الاردنيين من اصل فلسطيني.

 

يريد ان يقول بشكل غير مباشر ان ضم الاردن لمجلس التعاون الخليجي، يعني فعليا فتح الخليج للفلسطينيين او للاردنيين من اصل فلسطيني فقط، فعلياً.

 

يذهب الى ما هو اكثر، حين يتحدث عن نسبة المواليد، قائلا انها ثلاثة اطفال في الدقيقة، وقد جرح بذات الاسلوب البذيء شهيداً فلسطينيا من قيادات حماس في غزة اذ استشهد، وكان متزوجاً من اربع نساء متسائلا، في مقالته القديمة عما يفعله الشيخ بين افخاذ اربع نساء، في لغة قذرة، لاتقترب من لغة ابناء الشوارع، وتفيض ما دونها، من معانٍ.

 

اسهل واسرع انواع الشهرة للرجل، ان يخرج عارياً ويقف على ناصية الشارع، وهذه هي طريقة الهاشم الفذة في الكتابة، التي تجعله في الصدارة، لكنها صدارة المؤخرة.

 

هَزُلت!.