العشائرية العمّانية، حرب شوارع!

تُتّهم المدن والقُرى والمخيمات خارج عمّان بأنّها محكومة للعشائر، والعشائرية، وحتى الدوائر العمّانية بعيداً عن "الثالثة”، فهي غالباً ما تدخل في ذلك التصنيف، ولكنّ الواقع يشي بأنّ الدائرة التي ظلّلنا نعتبرها سياسية على مدار السنوات، لم تكن استثناء أبداً.

كنّا ننتبه، أيام زمان، إلى التوزيع الواقعي بين مكوّنات "الدائرة العمّانية الثالثة”، فهناك دائماً واحد من أصل شامي، وآخر من أصل نابلسي، وثالث من أصل سلطي، ليبقى التنافس على المقعد المسيحي بين الأصول والمنابت، بعد أن أزيح المقعد الشركسي منها خوفاً من عيون توجان فيصل العابرة للاعتبارات المذكورة، وبالتأكيد بعد المنع السياسي للمخضرم ليث الشبيلات.

كنّا ننتبه لذلك، ونعتبره "حكم الواقع الديمغرافي” الذي ينتج من المكوّنات أحسن من فيها، ولكنّنا صرنا ننتبه له أكثر، الآن، وقد صارت الأسماء تُطلق على المسّميات، فالنوابلسة يجتمعون، والسلطية أيضاً، والشوام كذلك، وكذلك أهل الخليل وأهل يافا وأهل الشمال وأهل الكرك، وغيرهم، في ما يمكن أن نسمّيهم عشائرية من نوع قديم، متجدد.

وإلى ذلك، فالعشائرية المتجددة، لم تعد بالضرورة صلة الدم، بل تتطوّر تدريجياً من صلة الحسب إلى صلة النسب، ومن صلة الأصل العتيق إلى صلة المكان الحالي، وهذا صار يعني المنطقة والحيّ والحارة والشارع، فكأنّ انتخاباتنا المقبلة صارت حرب شوارع، وللحديث بقية ستزعل الكثيرين!