الاعلامي نجم الدين الطوالبة يكتب: مجلس التعاون الخليجي ... وزفاف الشقيقة السابعة

اخبار البلد- يحكى أن ست شقيقات ولدن من أب واحد وأم واحدة قد ورثن المجد والبطولة والأصالة كابرا عن كابر ، واتخذن من البحر جوارا أبديا ، بحيث أصبحت كل واحدة منهن صاحبة مجد تتناقله السن التجار عبر المحيطات والبحار ، وكانت كل واحدة منهن أجمل من الأخرى ، بل راحت بعضهن تبارز الأخريات باظهار مفاتنها لكي تثبت لبنات الحي الستة عشر الأخريات أنها ابنة شيخ القبيلة ... وابنة الشيوخ في عرف القبائل العربية هي أخت الرجال التي لا تقبل إلا أن تكون فارسة في كل شيء .
وعلى مدى الأيام والسنين ذاع صيت الشقيقات الست بعد أن قيض الله لهن العثور على كنز في باطن الأرض كان والدهن رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته قد خبأه لهن دون علمهن ، لكي لا يمتد طمع القراصنة من الفرس والرومان إلى حرمة الشقيقات وأرضهن.
ولكن جحافل (القراصنة) التي لم تترك أرضا إلا وأحرقت أخضرها قبل يابسها ، بدأت تتنمر حينا وتستأسد حينا آخر على ثروة الشقيقات الست ، لإعتقاد القراصنة أن كل ما على الكرة الأرضية هو إرث لهم حسب منطوق ولاية الفقيه ، بحيث تمكنوا في ليلة عاصفة بلا قمر من قضم ثلاثة أصابع من أصابع اليد اليسرى للشقيقة الثالثة حسب ترتيب العمر ، ثم توالت التهديدات ضد الشقيقات فتم اسر إحداهن ردحا من الزمن وهي الأكثر دلالا بين الشقيقات ، ولكن تدخل الشقيقة الكبرى بكل ما تملك من القوة والنفوذ والعلاقات والصداقات مع القبائل الأخرى قد أدى الى تحريرها وفك أسرها ، وعادت الى حضن شقيقاتها أكثر مرحا وقوة ودلالا .
وقبل أيام قليلة حيث كانت الشقيقات الست السعودية وعُمان والإمارات والكويت وقطر والبحرين في جلسة عائلية حميمية ، عرضت الشقيقة الكبرى السعودية فكرة تبني شقيقة سابعة لهن تكون عونا وسندا وحماية لهن من نوائب الدهر وغدر الزمان ، فاستجاب الجميع لهذا العرض ولو من باب الاحترام لرأي الشقيقة الكبرى وقدرتها على موازنة الأمور بفعل تجربتها التراكمية عبر السنين ، ولكن وجهات النظر تباينت بين الشقيقات حول طريقة اختيار الشقيقة السابعة ...
فأشارت الشقيقة الكبرى على طريقة بمنتهى الحنكة والذكاء لاختيار الأخت السابعة وبمشاركة الجميع وهي : أن تقوم كل شقيقة من الشقيقات الست بالتبرع بحرف واحد من أحرف اسمها ، ومن خلال ستة حروف يمكن التوصل إلى اسم الشقيقة السابعة .
وعلى هذا الأساس بادرت الشقيقة المدللة الكويت بالتبرع بحرف (الألف) ثم قامت الإمارات بالتبرع بحرف (اللام) ثم تلتها عُمان بالتبرع بحرف (الألف) وقفزت الشقيقة قطر بالتبرع بحرف (الراء) ثم قامت صاحبة الفكرة الشقيقة السعودية بالتبرع بحرف (الدال) ثم اختتمت الشقيقة البحرين بتبرعها بحرف (النون) .
وبعد أن قامت الشقيقات الست بتجميع الأحرف كما وردت بالترتيب ، فتبين أن الشقيقة السابعة لهن أسمها (الأردن) .
فإلى الأهل والأحبة والأشقاء وأبناء العمومة والخؤولة شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ... هي اللغة العربية التي جمعتنا بحروفها وكلماتها وجملها ، وهي اللغة العربية التي لم تعد حروفها الثمانية والعشرون تتسع للفرح الذي أشاعته قرارات مجلس التعاون الخليجي (للطرفين) ، خصوصا وأن شقيقتكم السابعة (الأردن) وعلى الرغم من ضيق ذات اليد إلا أنها تأبى أن تأكل بثدييها ، فهي من أكثر بنات جيلها أناقة وقواما وقوة وشخصية وكبرياء ، رغم نحافتها ... وهذا ما وضعها في عداد القلائل ممن يُطلب ودهن على مستوى العالم سواء في هاييتي أو كرواتيا أو غيرها ، وذلك لما وهبها الله جلت قدرته من قوة الشكيمة وصلابة العزيمة ، بعد أن أثبتت على مستوى العالم من خلال أبنائها أن الاصلب عودا والأكثر جودا والأسبق وجودا ... إذا ما استغاثت إعرابية عموريا ثانية .
كل الحب لكل ما هو خليجي ... وكل العشق لذرات الرمال التي تأخذ قيلولتها على شواطئكم التي لم أرها بعد ... وكل الأمنيات لأبناء الشقيقات الست (صغارا وكبارا وذكورا وإناثا ) بأن تكون وجهتكم السياحية منذ الآن إلى مرابع وبوداي ورحاب خالتكم الجديدة (الأردن) بمناسبة زفافها للعرس التعاوني الخليجي.

المذيع التلفزيوني الأردني
نجم الدين الطوالبة / 00962777290800
مؤسس ورئيس تحرير وكالة الجوهرة الاخبارية
www.aljawharanews.com