ثوره مصر وذكرى النكبه

                              ثوره مصر وذكرى النكبه

 

       تشهد الدول العربيه المحيطه بفلسطين حاله من التاهب لم تشهدها بسنواتها السابقه و على الاقل في جيلنا الذي عشناه بؤسا وكبتا واحباطا يتلوه احباط وصولا ليوم الامس حيث تجمعت الجماهير العربيه في قاهره المعز للتعبير عن دعمها للقضيه الفلسطينيه ولاهل فلسطين و قطع المتضاهرين كوبري الجامعه امام السفاره الصهيونيه بالقاهره لمطالبه المجلس العسكري الحاكم بقطع العلاقات الدبلوماسيه وطرد السفير الصهيوني من القاهره واتجهت بعضها عبر صحراء سيناء على مشارف الحدود الفلسطينيه المصريه وبعضها باتجاه الحدود مع قطاع غزه وجرت مثيلتها بالعاصمه الاردنيه عمان  عندما انطلقت المسيره من امام الجامع الحسيني وسط عمان ومن اماكن مختلفه من الارض الاردنيه باتجاه منطقه الكرامه الحدوديه مع فلسطين والاردن  يضم اكبر تجمع لفلسطينيين الشتات والرافظين للتوطين باي مكان في العالم سوى العوده لارض فلسطين غير متناسين مواقف الشعب الفلسطيني بسوريا ولبنان وفي شتى ارجاء العالم في لحظه تجدد للمد القومي الذي كانت قاهره المعز ترفع رايته وتقوده في الستينات وبدايه السبعينيات وقبل تمكن الولايات المتحده الامريكيه من اخراج مصر من دائره الفعل العربي وعقدها اتفاقات كامب ديفيد واتفاقات اوسلو مع ابو مازن وتلاها توقيع اتفاقيه وادي عربه مع الاردن على خلاف للاماني والرغبات وطموحات الشعوب العربيه حيث اثمرت هذه الاتفاقات الشعور بالذل والاهانه والانكسار للشعوب العربيه وولدت لدى المغتصب الصهيوني التعنت والاستمرار بطلب التنازلات واهانه الشعوب العربيه وحكامها بدون تمييز وتمثل هذا برفض المبادره العربيه من قبل اليمين المتطرف باسرائيل واحزابها بعد ساعات من اعلانها وتقديم اربعه عشر اعتراضا عليها واستمرت برفضها لجميع مقترحات السلام الاؤروبيه والامريكيه .

       استطاعت ثوره تونس من ايقاد شعله الثوره لدى العرب فتفجرت الثوره بمصر واستطاعت قلب التوازن الفكري والسياسي والعسكري لدى حكام اسرائيل وما واراهم الحكام العرب حيث نشرت صحيفه هارتس الصهيونيه بعددها الصادر بتاريخ 24/3/2011 مقالا يقول كاتبه للاسرائيليين (سلام على السلام) وموجها كلامه للاسرائيليين وسكان مستوطناتها (قولوا مع السلامه ياهدوء ) وحتى الذين فرحوا بالهدوء على الحدود مع الاردن وسوريا ومصر عقب اتفاقات السلام مع اسرائيل لن يستطيعوا ان يغمضوا عيونهم بسبب الاوضاع الجاريه في المنطقه المحيطه بفلسطين المحتله وتبدل الاوضاع يوضح ان اسرائيل خسرت فرصتها الذهبيه بعد ان افقدت اسرائيل عمليه السلام معناها ومضمونها وتشجيع المجتمع الصهيوني للميل نحو اليمين وفقدانه الرؤيه لحل الصراع مع العرب والفلسطينيين بالاضافه الى العنجهيه والغرور بالقوه العسكريه التي تسهم بشكل فعال بافساد الحسابات السياسيه الحاليه والمستقبليه ومواجهه اسرائيل لمخاطر استراتيجيه نتيجه استمرار سياستها تمثلت بتصاعد القوى والتيارات الاسلاميه المتطرفه وضعف وفساد الانظمه العربيه المحيطه بها والتنامي السكاني العربي بفلسطين المحتله(القنبله الديمغرافيه ) كما يطلق عليها من قبل الصهاينه ونتيجه للوضع السابق ذكره تمثل المشهد السياسي في الشرق الاؤسط او عربيا على النحو التالي:-

1-  بدايه تشكل فضاء  استراتيجي عربي شعبي وخاصه الدول المحيطه بفلسطين وبمد قومي عارم و داعم ومستعد للمقاومه  واكثر عدائيه لاسرائيل.

2-  الثوره المصريه فتحت الباب امام قيام مشروع عربي اسلامي نهضوي بحاله نجاحه يتمكن من تغيير معادله الصراع وموازين القوىنتيجه للقياده العلميه للصراع .

3-  تمكنت الثوره المصريه من اضعاف الهيمنه الامريكيه والغربيه على الانظمه العربيه وتخليص بعض الدول من هذه الانظمه .

4-  تمكنت الثوره المصريه من كسر حاجز الخوف عند المواطن المصري و العربي ومنحه بالاحساس بالقوه والاراده والحريه والكرامه.

5-  عملت الثوره المصريه على اجبار الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل والانظمه العربيه من خلفها على اعاده النظر بموضوع التسويه بين الفلسطينيين واسرائيل.   

 

    ونلاحظ ان اسرائيل تعيش بمناخ من الارباك والقلق في اوساطها السياسيه نتيجه قيامها على فرضيه وجودها بمنطقه ضعيفه ومفككه ومتخلفه وترى بتحرك الشعوب العربيه كابوسا يهدد وجودها حيث فشلت في تمرير مشروع التسويه والعرب باسواء حالات ضعفهم حيث عملت بتلك الفتره فقط على اداره الصراع وليس العمل على حل الصراع بسبب الضعف العربي .

   وذكرت صحيفه الشرق الاؤسط بان سته من وزراء الخارجيه العرب باستثناء وزير الخارجيه السوريه سلموا الملك عبدالله الثاني ملك الاردن  رساله سيسلمها للرئيس الامريكي باراك اوباما تتظمن رؤيه العرب لحل الصراع مع اسرائيل و تقديم هذه الرؤيه اكثر من مره وتم رفضها من قبل اليمين الحاكم باسرائيل وفشل الرئيس الامريكي بفرض الرؤيه الامريكيه لحل الصراع حيث اعتبر المبعوث الامريكي ميتشل شخص غير مرغوب به اسرائيليا لانه تبنى وجهه نظر لاتتماشى مع المطالب الاسرائيليه ولكن التحرك الشعبي العربي بمصر والاردن وتنامي البعد القومي العربي  في دول الجوار المحيطه بفلسطين وداخلها قد يعمل على تشكيل ضغط على الحكام العرب والولايات المتحده لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل استفحال ضاهره ثوره الشعوب العربيه ورفع سقف المطالب العربيه  حيث اعلن عن استقاله المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاؤسط (جورج ميتشل) وتعيين مساعده (دايفد-هيل) و سيلقي الرئيس الامريكي يوم الخميس من مقر وزاره الخارجيه الامريكيه خطابا يتظمن سياسه الولايات المتحده الخارجيه تجاه ما يحدث من متغيرات على الساحه العربيه وعمليه السلام ويتبعه باليوم الثاني رئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتن ياهو بالقاء خطاب امام جلسه مشتركه للكونجرس الامريكي ويلتقي بالرئيس الامريكي يوم الجمعه.

      مخرجات الثوره التونسيه و المصريه من الحريه والديمقراطيه وانحياز الجيش للشعب شكل احدى الروافع النفسيه للعرب بقدرتهم على مواجهه التحديات المفروضه عليهم اقليميا ودوليا.

                        

                 صايل الدقامسه