وزير الأشغال ... والمكتب المكتظ

الحكومة ماضية في إعادة الاصلاح وتعبيد الطريق الصحراوي، الوزير المهندس سامي الهلسة لم يتخذ قرار ما يسمى بخلطة «القشرة» لمعالجة الاهتراء والمطبات من رأسه، بل ذهب بالأمر إلى مجلس الوزراء، الذي قرر ذلك، بكلفة نحو مليون ونصف المليون الدينار، وهذا الحل مؤقت حتى يبدأ المقاول الرئيس بالعمل بالإصلاح الشامل للطريق والممول من الحكومة السعودية، والوزير يقر بأن الحكومة تستجيب للمطالب الشعبية، وتصلها كل التظلمات والمشاكل والعتب من أبناء الجنوب، وتراقب الدولة منحى الغضب الكبير من الطريق الصحراوي، على جانب الخسائر في الأرواح.
الوزير يتحدث عن مصائر الإصلاحات في الكرك في المباني العامة، وعلى رأسها مستشفى الكرك الحكومي الذي سيشهد نقلة نوعية، كما أنه يشير إلى أن عدم تشغيل مجمع سفريات الكرك أمر يعد غير مقبول ولا يمكن تفسيره إلا للتخاذل في عمل المؤسسات، وهو يشكر شركة البوتاس ودعمها لانشاء مستشفى غور الصافي واصفا رئيس مجلس إدارة البوتاس بالقول:» طول حياتي في الخدمة العامة لمدة ثلاثين عاما لم أجد مثل معالي جمال الصرايرة في دعم المجتمعات ومشاريع الحكومة بالدعم المالي..» وهذا القول من باب شكر الناس الواجب شرعاً وخلقاً.
سامي هلسة قبل سنوات شاهدته لأول مرة في حوار مع أسرة «الدستور»، الرجل يحفظ الطرق ومشاريع العمل التي تجري عليها في ذاكرته، لا يترك شارده ولا وارده إلا ويتابعها، مكتبه مكتظ بالمخططات والمشاريع، ويقول حين يسأل عن ذلك :» أنا وزير فني وإذا ما كان المكتب هيك في غلط بكون».
في زيارة رئيس الحكومة للكرك، يوم الجمعة الماضي، عاد سامي هلسه ومعه وزير الصحة الساعة العاشرة لعمان، بعد تفقد مواقع انشائية عامة، ومشاريع قيد التنفيذ، وهو في ذلك يفعل ذات الفعل في الجنوب والشمال والوسط، ويبدع في المتابعة إلى حد أنه يعود عدة مرات لذات الموقع، وذات المشروع.
سامي هلسة وزير فني، ابن الوزارة، تحتاجه كثيراً، وتجده لتلبية مطالب الناس والمجتمعات، يهاجم احياناً من بعض من لا يجدون طريقاً للإفادة من خلاله أو لكي ينالوا الحظوة في العطاءات، فيستطال الصوت والتهم، لأن الرجل صلب، ولا يقبل بمرور الأشياء خلسة، أو محاباة.
ترى كثيرين في البلد ممن يعملون، بدون ضوء، وممن لا يجدون وقتاً للعودة لرؤية أبنائهم، ومثل وزير الأشغال وزراء آخرون ومسؤولون ومحافظون ورجال مؤسسات أمنية، لهم الشكر على أنهم يعملون، لاجل بقاء الدولة والمجتمع معافى، لكن هناك في المقابل من يعمل لأجل الإعلام والتصريحات والشو، هناك من يفعل لأجل رضا المسؤول الأعلى وحسب، وهناك من بدد ثقة الناس بالدولة لأنه مسؤول ضعيف اختارته الواسطة والمحسوبية او المقاولين !