كلمة بحقّ الدكتور الذنيبات

تبدو تلك القصة أقرب إلى الخيال، وتليق فقط بالمسرحيات الكوميدية، فهل يُعقل أن يصل طالب إلى مقعد امتحان الثانوية العامة وهو لا يعرف القراءة والكتابة؟ والأكثر غرابة هو في أن اكتشاف الأمر يتطلب وجود وزير التربية والتعليم بنفسه!
صحيح أنّ بيان الوزارة يوضّح أنّ الطالب من ذوي الإعاقة، حيث صعوبات التعلّم، وأنّه يحتاج إلى إشراف خاص، ولكنّ الصحيح أنّه وصل إلى تلك المرحلة، ولو أراد مخرج مسرحية عبثية أنّ يزيد في سخريتنا على حالنا لجعله يتخطى ذلك الامتحان بنجاح!
هذه فضيحة تربوية بامتياز، تُضاف إلى قائمة طويلة بدأنا بمعرفة تفاصيلها مع تولّي الدكتور محمد الذنيبات الوزارة، قبل أربع سنوات، وعلينا أن نُسجّل له الفضل في وضعه المرآة أمام وجوهنا لنعرف حقيقة التشوّهات التي وصلنا إليها، لعلّنا نتوقّف قليلاً ونُفكّر.
وعلينا أن نعترف بأنّنا كنّا من الذين انتقدوا سياسة التشدّد التي انتهجها الوزير، رأفة بأبنائنا الطلاب، ولكنّنا نكتشف الآن أنّه كان يعرف الواقع أكثر منّا، وها نحن نشدّ على يديه ونطالبه بالمزيد من التشدّد لاستعادة سمعة التعليم في بلادنا، وهيبة الشهادات التي كادت أن تذهب أدراج رياح التخبط على مدار سنوات وسنوات.