بعيدا عن المأزومين .. وقوى الشد المضطربين

بعيدا عن المأزومين .. وقوى الشد المضطربين

الكاتب : فيصل تايه

   دعونا نعترف جميعاً بأن الوضع المتأزم في العديد من دول الجوار وما يعصف بها من حراك شعبي ملتهب ينذر برياح التغيير القادمة لا محالة ليصب جام غضبه على الجبابرة المستبدين ..على طريقة ثورة الياسمين التونسية الشعبية العفوية التي أشعل فتيلها القهر والفقر والبطش والظلم والمعاناة .. ومن يستطيع إنكار ما يقابل ذلك كله من انتهاكات للكرامة الإنسانية من قبل حكومات تلك الدول التي ما زالت تصر على استخدام أساليب قمعية همجية وقهرية لا يتخيلها العقل أو الضمير وكأن مواطنيها ليسوا من صلبها بل هم غزاة من على كوكب آخر .

 

    من هنا يجب علينا أن نعترف بأننا لسنا في منئى عما يدور حولنا .. فنحن حملة رسالة الثورة العربية الكبرى التي سعت إلى إيجاد حياه فضلى للعرب جميعا والتي ضحت بالغالي والنفيس من اجل تجسيد معاني الوحدة والحرية حفاظاً على الكرامة العربية .. وإن العديد من شعوب تلك الدول الذين تجمعنا وإياهم إطار وحدة امتنا العربية.. في اللغة والدم والتاريخ والأرض والآلام و الآمال المشتركة والمشاعر وصلات القربى والحسب والنسب والأصل والفصل والدين وغيرها.. هم في الحقيقة أهلنا ..  والألم يدمى القلب حتى النزيف الموجع ..عندما يرى العربي الحر بأن أخاه يذبح على يد بني جلدته كالخراف .. بسبب مطلبه في أن يعيش بكرامة على أرضه ويرفض واقعه الذي ينقله من حال سيء إلى أسوأ ..

 

    ولنتذكر أننا جزء من هذه المنظومة العربية التحررية الحديثة التي تسعى الي إيجاد بدائل جديدة لقوى الظلم والاستبداد الممثلة بأنظمتها المستهلكة والمهترئة . فكيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه جراحات أبناء امتنا الواحدة النازفة من قمع الطغاة المستبدين. الذين ندعو الله عز وجل أن يجعل كيدهم في نحورهم وينقذ إخوتنا من جبروتهم .

   حقا إننا متألمون نحن هنا في الأردن .. تقف وقلوبنا معهم .. نرصد صرخاتهم التي توجع قلوبنا وتدفعنا للمناداة بنصرتهم لينالوا حريتهم التي هي حق مستحق لكل فرد منهم ..


    ونحن هنا في الأردن أيضا .. نحمد الله أنا حريصون أن نكون الأنموذج المشرف للعالم أجمع حيث أبناء هذا الوطن الأشم من مختلف ألوانهم وأطيافهم يلتفون حول قيادتهم الفذة الحريصة على توفير كل ما من شأنه رفعة وعزة مواطنيها الذين يبادلونها المحبة ويعلنون ولاءهم وانتماءهم لها كل حين .

   فقد تشبعنا – مهاجرين وأنصار -  حباً للأردن .. واقسمنا العهد أن نبقى الجنود الأوفياء لترابه الطهور.. داعين الله عز وجلّ أن يحمينا من المفاسد والفتن .. ويحرسنا من كل سوء .. فوفاؤنا بالعهد لقيادتنا الهاشمية التي تلفنا جميعاً بالمحبة والتلاحم لا يوازيه ولاء ..  ولذلك فنحن نقدر دعوة مليكنا وتبنيه مسألة الحوار الهادف الذي يدعو إلى الإصلاح وطرح ما يدور في أوساط المواطنين وما يعانونه من تحجيم وظلم وفساد من بعض المسؤولين الذين لم يراع البعض منهم الله في أمانته التي حمَله إياها أردننا العزيز ..

 

  ومن هنا يقف أبناء الشعب الواحد متطلعين ومتلهفين لقراراتٍ عليا تنأى بالأردن من العواصف والرياح العاتية والفتن .. بعيدا عن الشخصيات والقرارات المأزومة ..  فشعبنا واع ٍ ومن السهل على أبنائه تعريته هؤلاء الذين يأزمون المواقف لأننا اليوم نزداد حبا للأردن ونلتف التفافا كبيرا وقويا واستثنائيا حول قيادتنا.. ولن تثنينا أيه محاولات من شأنها المساس بأمننا ووحدتنا الوطنية . والرسالة التي ينبغي أن يفهمها هواة اللعب على وتر الفرقة والحالمون بأوهام التأزيم بين أبناء الشعب الواحد .. أن أيه إيحاءات تمس وحدتنا ستذهب خائبة منكسرة أمام تلاحمنا وتعاضدنا وفخرنا بأنا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

 

    ولكني هنا اذهب بالقول أن ما يؤسفني ويؤسف فئات عريضة من أبناء هذا البلد الطيب بأهله أن بعضاً من المسؤولين يخرجون عن الخط الرسمي في التعامل مع القضايا التي تتطلب منا تظافراً للجهود وتعرية للمواقف .. ،ولا يتحملون المسؤولية الوطنية في الدفاع عن حق المواطن وأمنه الاجتماعي ويتعمدون تسميم الحياة الأردنية عن طريق تزييف الوعي .. هؤلاء الذين اسماهم جلاله الملك بقوى الشد العكسي فعملوا على تضليل الناس بالمفهوم الحقيقي للشد العكسي واستغلال حاجاتهم ومطالبهم للحفاظ على مواقعهم فمحاولاتهم البائسة لغرس بذور البغضاء وافتعال الأزمات ما هي إلا محاولات منهم من اجل الثبات في مواقعهم .. خوفا على فقدان مصالحهم ومكانتهم الاجتماعية.. ولهذا فإنهم يحاولون ارتداء كافة الأقنعة ظناً أنهم يحسنون الصنع . كل ذلك جعلهم ينتهجون أساليب محبطة وملتوية ومكشوفة لإصابة عملية التنمية الشاملة والإصلاح الاقتصادي ..مستغلين بذلك سماحة الأردن وطيب أهل الأردن ودماثه خلق قيادته .

  وبذلك دعوني أتحدث بصراحة  : أن يجب إعادة النظر في بعض المناصب القيادية داخل المؤسسات الرسمية.. التي غاب عن ذهنها أنها ما أوُجِدت إلا لخدمة المواطن خدمةً حقيقية .. ولكنهم نصَّبوا أنفسهم خصوماً للمواطنين أمام الدولة ، وبنوا حواجز لا تسهل إزالتها مع المواطن فأساءوا إلى قيادتنا ورموزنا أكثر مما خدموهم.


    نحن بالفعل بحاجة إلى شخصيات ذات بعد كارزمي تجتذب الجميع من حولها .. بعيدا عن (الهبش والنبش) في أردن الجميع .. لتقوم بواجباتها خير قيام .. وتعمل على إيجاد علاقات تكاملية وثيقة بينها وبين المواطن لأني أعتقد جازماً أننا لم نعد نحتاج إلى بعض الشخصيات التي وجدت ليمتعِض منها الناس فكيف يجوز أن يتولوا أمورها ؟

نحن لا نريد سوى أن نكون جميعا تحت مظلة القانون .. واحترام القانون من الجميع .. حفاظا على مقدرات الوطن .. بعيدا عن المحسوبية ..ذلك حتماً يجعلنا جميعا خاضعون لسيادته وسلطته وهو بحد ذاته ما يكسبنا وعيا وثقافة راقية .. فالثقافة القانونية تحفظ للوطن أمنه واستقراره .. وتوفر لنا البيئة الهادئة والآمنة .. وفي نفس الوقت تجهض كل المحاولات التي تحاول النيل من حقوق المواطنين وهذا لا يؤتي أكله إلا بالمحافظة والالتزام بالثوابت الوطنية العليا التي نص عليها الدستور .

 

 

لا نريد لأي مسؤول أن يكون ضحية التخبط في قرارات ارتجالية غير مدروسة ومضطربة وفق تكهنات أو توقعات .. تعيق عملية التنمية .. فلدينا الكثير من الطاقات والتي تنتظر دورها لتخدم الوطن والقادرة على اتخاذ القرارات بكل همة ومسؤولية .  

وأخيرا فأنا أعتقد أن توفير الحياة الكريمة لكل المواطنين من المسؤوليات المهمة للدولة .. ذلك حق من حقوق المواطن لا مِنة فيه لأحد.. وذلك لا يحتمل المجاملات ولا إقفال الجروح على عفنِها .. بل يجب إزالة كل من يتعين إزالتهم من العقول المأزومة أياً كانت .. كما يجب معالجة جميع القضايا التي من شأنها الوقوف أمام عجلة التقدم والتنمية .. ومحاربة الفساد والمفسدين .. فعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم من مختلف أطياف نسيجنا الاجتماعي الواحد .. من اجل النهوض بأردن الخير والبركة والحفاظ عليه شامخا بهمه أبنائه النشامى وتحت راية قيادته الهاشمية الفذة.

حمانا الله وحمى الأردن من دنس الفساد والمفسدين والمنافقين وكل قوى الشد العكسي المأزومين العابثين بمقدرات الوطن        

 (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
صدق الله العظيم

مع تحياتي

الكاتب : فيصل تايه

البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com