هزيمة الطلبة.. الوزير ينتصر

 وزير التربية يعيش حالة انتصار بعد إعلان نتائج التوجيهي، والظن أنه يحتفل بهزيمة فريق الطلبة بعد ان رسب منهم أكثر من تلثيهم وأطاح بعلامات الثلث من الناجحين الى الحضيض، بعد ان تفاخر بقلة المعدلات العالية، وفي الواقع ان هزيمة الطلبة نكراء بالاتجاهين للراسبين وغير المستكملين والناجحين؛ حيث ضياع فصول جديدة من عمرهم عن الاعادة او الاستكمال، ثم فقدان الفرص لتخصصات تتطلب معدلات عالية، ومن النسب المعلنة فإن الفرص المتاحة للمعدلات الهابطة ستكون بالكليات الانسانية، وأغلبها في الجامعات الجنوبية التي تعد غير مرغوبة حتى لأهالي تلك المناطق.
عندما يحدد الوزير سلفا نسب النجاح ومستوى المعدلات فانه بذلك يكون خاض معركة غير متكافئة ومعروفة النتائج ايضا كما الحال إن شبت حرب بين امريكا وجزر القمر، فكل الاسلحة كانت بيد الوزير في حين لم يمتلك الطالبة سوى قلم ومدرسين حكوميين نالهم الاحباط من الوزير نفسه، حد عدم الاكتراث الفعلي بالحصص، ولما ذهب من قدر منهم الى المراكز اكتشف ان اقل صف كان فيه اكثر من ستين طالبا، ويتباهى الوزير بحصول مدارس حكومية على سبع مراكز متقدمة، ترى ما عساه يقول عن نسبة الرسوب فيها او باقي المعدلات.
بطبيعة الحال فإن الوزير هزم الطلبة وذويهم، وهو لم يعد هيبة التوجيهي كما يروج له الا لجهة تقليل الغش والمخالفات فقط، وعدا ذلك لم يضف جديدا ولم يتقدم مجرد خطوة في تطوير الامتحان ليكون بالمستويات العالمية، وليس خافيا ان ابشع طرق التعليم المدرسي تلك القائمة على التهديد بالامتحان، وحال التوجيهي الاردني برمته عجوز من عصور بائدة ويصدق الوزير انه أعاد هيبته، هل ممكنا يا ترى ان تعيد سبعينيا الى سن العشرين، يبدو ان ذلك بامكان الوزير فقط.
يخسر الاردن أجياله القادمة دون ادراك من اي مسؤول ان كل الخريجيين من الثانوية العامة هم في الواقع بسن العمل، غير ان منهم من ينهي المرحلة راسبا او ناجحا وهو لا يعرف كيف يدق مسمارا او ان يمارس اي عمل، وبهذا المعنى ينطبق الحال على خريجي الجامعات الذين لا يتقنون حتى تخصصهم الجامعي، فما البال للعمل بمهن اخرى، ويبدو جليا ان الامر خافٍ على الوزير، والامل الا يفكر بإعادة الهيبة للاجيال القادمة، فقد يدمرهم تماما اذا ما قرر الانتصار عليهم ايضا.