فرصة أخيرة لفروع الثانويّة الملغاة

أوقفت وزارة التربية والتعليم القبول في فروع الإدارة المعلوماتية، التعليم الصحي، والتعليم الشرعي بدءاً من العام الدراسي 2015�6 ، وكان يتوّجّه للدراسة في هذه الفروع أعداد كبيرة من الطلبة بعد الصف العاشر ، لاعتقادهم بأنّها فروع يسهل النجاح فيها ، مع أنّ نسب النجاح فيها أثبتت عكس ذلك ، ويمكن الحصول من خلالها ، على مقعد دراسي في احدى الجامعات الحكوميّة أو الخاصّة في التخصصات التي يسمح الدراسة فيها للحاصلين على الشهادة الثانوية في هذه الفروع . ولكنّ بعضهم تقدّم لأربع دورات امتحانيه ولم ينجح لظروف خاصّة بهم ، واستنفذ فرص التقدّم لدورة أخرى وأعدادهم قليلة ومنهم من رسب في مادة واحدة أو مادتين وكان يحتاج الى علامات قليلة في مبحث واحد لينجح في الثانويّة ويحصل على شهادة تكون فاتحة له لحياته المستقبليّة .
المشكلة الآن أنّ على هؤلاء الطلبة غير المستكملين للنجاح والمستنفذين لفرص التقدّم للامتحان أن يسجّلوا للدراسة في فرع جديد من فروع الثانويّة المسموح بها ، مما يعني معاناة جديدة لهم ولأسرهم ، ودراسة مساقات جديدة في الفرع العلمي أو الصناعي ، أو الاتجاه الى الشارع وقضاء الأوقات في الطرقات ، أو الانحراف لا سمح الله وضياع المستقبل ، ولا نستطيع الآن وضع اللوم على أسرهم ولا على معلّميهم ومدارسهم لأنّ الأوان قد فبات للملامة والكلام الذي لا يسمنهم أو يغنيهم عن فرصة جديدة للتقدّم للامتحان علّ وعسى أن ينجحوا فيها ثمّ يتوّجهون للتعليم التقني المطلوب لسوق العمل .
أعتقد أنّ أعداد هؤلاء الطلبة ليست بالكبيرة حتّى نحرمهم من التقدّم للامتحان في دورة أخيرة وبعضهم في مادة أو مادتين كانوا يحتاجون فيها لعلامة أو علامتين للنجاح ، وهذه دعوة لمجلس التعليم ، ولمعالي وزير التربيّة والتعليم ولكل من له صلة بهذا الأمر لدراسة هذا الموضوع الذي يحصل في كثير من الدول التي تعتني بأفراد مجتمعها وتعطيهم فرصا كي يكونوا مواطنين صالحين يعلمون أنّ دولتهم وحكومتها تسهر على راحتهم وتقدّم لهم حلولا لمشاكلهم ومعضلاتهم ولا تقف سدّا في وجه الفرص التي من الممكن أن تقدّم لهم ، ولا يستطيع أحد أن ينكر أنّ شهادة الثانوية العامّة مهمّة لكل المواطنين حتّى لو سمح للراسبين فيها بدراسة دبلوم تدريبي لا يعترف به أحد .
ان حصل ووافقت وزارة التربية على أن يتقدّم الطلبة المستنفذين لفرص النجاح ، وخصوصا في فروع التعليميّة الملغاة لدورة امتحانيه استثنائيّة ، خصوصا وأنّ الوزارة تتجّه لإلغاء الدورة الشتوية ، فسيكون ذلك تخفيفا على الطلبة واسرهم الذين يبحثون عن مستقبل أفضل لأبنائهم حتّى ولو كان خارج الوطن للحصول على الشهادة الثانويّة .