اعلان البتراء منطقة خالية من الجنايات
بإمكان المملكة الأردنية الهاشمية الاحتفاء بإعلان البتراء منطقة خالية من الجريمة. الظروف الأمنية مهيأة لمثل هذا الإعلان استنادا الى الأرقام المستخرجة من التقرير الإحصائي الجنائي لسنة 2015م الصادر عن إدارة المعلومات الجنائية .
بلغ مجموع الجنايات العام الماضي حسب التقرير في مختلف مناطق وقرى لواء البتراء ست وعشرون جناية ،سجلت اغلبها ان لم يكن جميعها في التجمعات السكانية والقرى البعيدة عن المدينة الأثرية والفنادق والأسواق والمرافق السياحية الأخرى المجاورة لها ، وبذلك يكون الموقع الأثري قد خلا خلوا تاما من ملوثات الامن السياحي ، وهذا يعني بلغة التحليل ألجرمي الوصول إلى درجة (الصفر الجنائي) ،وهي حالة نادرة يمكن تسجيها في مدينه أثرية تشهد زخما سياحيا داخليا وخارجيا متواصلا على مدار العام.
لا سياحة بدون امن ، وحالة الطمأنينة والأمان التي تنعم بها البتراء كأهم منطقة أثرية وتراثية وأكثرها جذبا للسياحةجعلت أفئدة الناس تهوي إليها ،ومقصدا لكبار الشخصيات العالمية المرموقة والمجموعات السياحية، يزورونها ويجولون في أسواقها وينامون في فنادقها بأمان وسكون ، وهي الحقيقة الموجودة التي أكدها التقرير.
الأمن هو عماد كل جهد تنموي وديدن السياحة هناك ،ولا وجود في البتراء ما يعكر صفو وأجواء الحياة اليومية للزائر بفضل الأداء الأمني وارتفاع مؤشر الاستقرار ، ودوره في تعزيز الجهود التسويقية و الترويجية السياحية التي تقوم بها الجهات المسئولة عن القطاع السياحي.
تستحق هذه النتيجة الاحتفال ، فخلو البتراء من الجريمة حالة فريدة ناجمة عن نموذج تكاملي بين مفهومي السياحة والأمن يجري وفق استراتيجيات وبرامج مشتركة استطاعت تحقيق رؤية ورسالة سياحية مثلى يجب إبراز نتائجها وتسليط الأضواء عليها ،واستثمارها في أنشطة تسويق البتراء للعالم لزيادة درجة الشعور بالأمان ، باعتبار الأمان أمرا رئيسيا ومادة أولية مهمة لصناعة السياحة.
بهذا الانجاز تجاوزت البتراء الروتين التقليدي، ووصلت الى مرحلة متقدمة في إدارة عملياتها ونشاطاتها وخدماتها السياحية والأمنية تستحق الدراسة والتحليل للاستفادة منها لتجذير الابتكار والإبداع في الوزارات والمؤسسات ،ومساعدتها على النهوض بأدائها واستخراج الطاقات الكامنة و توجيهها لتوفير البيئة الداعمة لتحقيق أعلى مستويات التميز والنجاح .
*مدير سابق لإدارة المعلومات الجنائية