أنثى وذكر!

مرّة جديدة، وكالعادة، تثبت الأنثى تفوّقها على الذكر في امتحان الثانوية العامة، فتحصد أكثر من ثلاثة أرباع المراكز الأولى، ونعرف أنّ ذلك ينسحب على الدراسة الجامعية، ونظرة سطحية على الأمر تفيد أنّ ذلك سينسحب على سوق العمل، ولكن العكس هو الذي يجري على أرض الواقع.
جمعية معهد تضامن النساء "تضامن”، تنتبه إلى تلك الحقيقة، فتعلن في بيان عن فرحتها بالنتيجة المعلنة أمس، ولكنّها تنهي بيانها بما يشبه رثاء الواقع، فتقول: إلاّ أنّ هناك عقبات ومعوقات عديدة توصل إلى انخفاض معدلات المشاركة الاقتصادية للنساء وتفشي البطالة بينهن بنسب مرتفعة، ووجود العديد من القوانين التمييزية التي تحول دون تمتعهن بكامل حقوقهن.
وليس بالضرورة أن تكون السياسات الرسمية هي السبب، بل هناك المجتمع الذي ما زال يعتمد الزواج المبكر، والتركيز على مستقبل الشباب دون الشابات، ومنع الحقوق الشرعية من ميراث واحترام وغيره عن الأنثى، وهكذا فنحن نشهد الهرم المقلوب دوماً، ونظلّ ندور في الحلقة نفسها.
ولا أحد ينكر أنّ الواقع يتغيّر تدريجياً، فالمرأة موجودة في كلّ مكان تقريباً، وزيرات ومديرات ورئيسات أقسام وقائدات طائرات وشرطيات وغيره، ولكنّ حركة التقدّم في هذا المجال لا تتناسب أبداً مع نتائج التفوق التي تظلّ المرأة تثبتها على الدوام!