الانتخابات آخر الهموم

الناس على قلق دائم أساسا ولم يكن ينقصهم سوى زيادته، وقد فعل وزير التربية وهو يتحكم بإعلان نتائج التوجيهي تاركا التخمينات تنطاق الى أقصى مدى وللمواقع الاخبارية التفنن بالتنجيم، وذات الحال لباقي وسائل الاعلام التي نشرت طوال الاسبوع الماضي توقعاتها لموعد إعلانها، وقد جاء الخبر اليقين اخيرا عبر التلفزيون صباح امس لما صرح له وليد الجلاد ان الوزير سيعقد مؤتمره الصحفي في تمام الحادية عشرة لإعلان النتائج.
وفي الاثناء أعلنت الأجهزة الأمنية عن استعدادها وجهوزيتها للتعامل مع إعلان النتائج تفاديا وتحسبا لما قد ينتج من حوادث، وكشفت دائرة السير عن خطتها لاحباط محاولات الخروج عن القانون حد تشغيل طائرات عمودية لضبط السير في الشوارع، كما ان جهاز الدفاع المدني على أتم الاستعداد للتعامل مع حالات الاغماء ومحاولات الانتحار، او ما قد تتسبب به حوادث السير جراء فقدان العقل لجهتي الفرح والغضب لقيادة متهورة بالحالتين.
والقلق لا ينتهي ويزيده بلاغات كاذبة أدت قبل يومين الى حالة استنفار، وكذلك جراء انتظار تسعيرة المحروقات نهاية كل شهر، ومن أزمات السير وحجم مخالفات المرور، ومن الاسعار كلما لامس سعر كيلو البندورة الدينار، وقد اعلنت الارصاد الجوية ارتفاعا بالحرارة حتى نهاية الشهر بمعدلات اعلى من المعتاد وحذرت من التعرض للشمس مباشرة.
أحدهم او انهم كثر يتمنون رسوب اولادهم في التوجيهي لقلة الحيلة في ادخالهم الجامعات، وعلى أمل اعادته في العام القادم عسى الحال ان يكون احسن، وغيرهم يأجلون تزويجهم لعدم توفر المصاريف او بطالتهم عن العمل، وحالات الطلاق الى ارتفاع والخلافات دائما مصاريف الاسرة، وطلبة المدارس الحكومية في دائرة خطر التسرب ومستوياتهم متفاوتة وهي اقل بمرات من الذين يحضون بمدارس خاصة، والذين يرتادون المشافي الحكومية بحال غير الذين يحجزون غرفا خاصة بالمشافي الخاصة اساسا.
والنقل بوسائل عدة وترى الغضب في عيون متنقلي الحافلات واكثرها خردة وكوسترات، وهم يشاهدون من نوافذها المتنقلين بسيارت فارهة جدا واكثرهم صبايا وشباب ليسوا لسوق العمل بعد، فيحتارون كيف ذلك. المهم ان القلق عام وحالة لا يمكن انكارها، غير انه ومع كل ذلك وسواه مما هو اشد قسوة تجد الناس في سكون ما، وبلا ردود فعل خشنة الا نادرا.