الولايات العربية المتحدة

الولايات العربية المتحدة

إن امتداد الدول العربية الجغرافي في قارتي إفريقيا وآسيا وقلبها منطقة الخليج العربي وفي صميمها مكة المكرمة والكعبة المشرفة يجعل الخليج مؤهلا لإستقطاب جميع الدول العربية على مراحل لتنضم إلى مجلس التعاون الخليجي لتشكيل الولايات العربية المتحدة كقوة سياسية وإقتصادية يُحسب حسابها في العالم .

وتلك الدولة الاتحادية العربية تأخذ في الحسبان مصالح  الشعوب المنضمة اليها وهوياتها الوطنية والتي بدأت في تنظيف نفسها من بؤر الفساد والتسلط واختيار حكامها الشباب المخلصين لأوطانهم ومواطنيهم وقوميتهم ولن تستطيع أمريكا ولا إسرائيل أو أي عدو متربص بالعرب من منع تلك النزعة الإتحادية لدى الشعوب العربية بعد أن أدركت تلك الشعوب أن من يعطًل تقربها من بعضها هم حكام تلك الشعوب ومصالحهم الشخصية وإرتباطات بعضهم المشبوهة بالغرب الذي يؤمن بنظرية فرًق تسُد ذلك الغرب الذي ايقن ان الحكام اصبحوا غير قادرين على حماية عروشهم ولا مصالح الغرب في دولهم .

وبعد ان فهمت الشعوب حكامها وليس العكس وان الخوف يملأ قلوب الحكام اكثر مما هو يملأ قلوب الشعوب إنتفضت الشعوب في وجه حكامها مطالبة بالإصلاح والتغيير والديموقراطية والعدالة رافضة دكتاتورية حكام فاسدون أو اكاذيب أحزاب دينية او عقائدية هي نفسها متسلطة ومتسلقة وبحاجة إلى إصلاح جذري وفهمت الشعوب انها يجب أن تتخلص من حاكم مأجور وحزب مأمور وفاسد مغرور أو حتى  مغمور حينها يصبح أمرها بيدها وثرواتها لرفاهها ورايتها خفاقة وتصبح الأرض العربية عصية على الأعداء بل يصبح هناك بصيص امل بإستعادة ولو جزء مما سُلب منها .

تلك آمال لن يُكتب لها الكمال إلاّ بنجاح الثورات التي إنطلقت وإكتمال اجراءات الإصلاح التي بدأت ومباشرة تغيير في التربية والثقافة لأطفال العرب ونشئهم الجديد لأن المجتمع كالبنيان الواحد إذا صلُح أساسه كان البناء بعده قويما سليما وتلك الشعوب التي إستطاعت أن تُصلح حكامها أو تنحي وتطرد المستبدّ والفاسد منهم تستطيع أن تُصلح نشئها القادم .

إن الولايات العربية المتحدة ليست احلام يقظة فقط وإنما حقائق سيكتب لها النجاح ولو بعد حين ليس بالبعيد وإنطلاقا من مجلس التعاون الخليجي لتكون دولة إتحادية عاصمتها مكّة المكرّمة .

تلك الدولة التي تُبنى على صون المصالح العربية والمحافظة على الهوية العربية الإسلامية وإحترام العقائد الأخرى ومواطنتها الصالحة وإحترام الدول والشعوب الأخرى وعدم التدخل فيها ويكون إقتصادها مبني على الأرقام الحقيقية دون تزييف او تزوير ويعتمد على الإكتفاء الذاتي والميزة النسبية لولايات الدولة ويكون خطابها الداخلي والخارجي باللغة التي يفهمها العالم الحالي مبني على الصراحة والصدق ويكون أسلوب الحكم مبني على الشراكة الحقيقية للشعوب وممثليهم وأن يطبق مبدأ الثواب والعقاب بشكل عادل .

وسيكون الحكام أو من بقي منهم مضطرون أن يسيروا مع الشعوب وحركات ألإصلاح للمحافظة على كراسيهم بعد ان تحررت الشعوب من عقدة الخوف وتحررمعظم الطبقة الصامتة من عادة هزّ الذنَب والنفاق .

اللهم خلًصنا من الفُرقة العربية ونقًي قلوب الشعوب والحكام العرب بالثلج والبرد كما نقّيت الثوب الأبيض من الدنس .

( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)صدق الله العظيم

المهندس احمد محمود سعيد

دبي – 14/5/2011