لا اراده تعلوا ارادة الشعب
صدر الشعب التركي العظيم في ليلة لم تكن في حسبان الجميع داخل وخارج الدولة رسالة واضحة المعالم جلية المفاهيم سهلة الوصول للعقول المطلعة على الوضع الذي يمر بالمنطقة وحتى غير المطلعة أو المهتمة مفادها
أن الشعب هو الوحيد الذي يملك زمام الامور بيده الحل والربط وهو صاحب الفيصل في التطورات الحاصلة في دولته وهو القرار الأول والأخير في تضخيم الامور والسيطره عليها وبين البقاء على ما اختاره مسبقاً بأرادته المستحقة دون اجبار أو تنكيل
وهذا ما حدث مع الشعب التركي الذي رفض التخلي عن إرادته والتنحي عن قراراته في ليلة انقلابية فاشلة قام بتدبيرها مجموعة من العسكر التركي لغايات الاستيلاء على السلطه في البلاد والانتهاء من سلطة الرئيس الحالي رجب طيب اوردغان ومن يُعينه ويسانده، وعلى الرغم من تهديد حياة الطيب وخطورة الموقف الا ان الكلام أسر الغرام
وجدد العشق وبرهن المحبه الطاغية على كل الحسابات بين الحاكم والمحكوم فلم يلجأ الطيب اوردغان لطلب مساعدته ومساندته من قبل الدول العظمى للخلاص من ما يحدث في بلاده ولم يلجأ الطيب اوردغان الى القسوة الشاملة وضرب جميع الاطراف صاحبة العلاقة والتدبير بهذه المحاولة ومن ليس لها علاقة بها من بعيد او قريب ورغم الاخبار العاجلة التي كانت تتوارد تباعاً عبر الفضائيات العالمية والذي كان معظمها
يتحدث عن طلب الرئيس التركي طيب رجب اوردغان حق اللجوء السياسي الى المانيا الا ان الواقع كان مختلفاً تماماً حيث اللجوء من أحضان استراحته التي كان يقضيها في منتجع مارمريز على السواحل التركية الي احضان شعبه الذي كان يتواجد في ميادين وشوارع اسطنبول والمدن الاخرى بعد أن أطلق اليه صياحته ووجه ندائاته عبر خدمات هاتفية ووسائل اعلامية يوجههُ فيها للخروج الى الميادين والشوارع والوقوف صفاً واحدا ضد هذه المحاولة التي تخالف ارادتهم وتسطوا على حريات قراراتهم وتتعدى على مخرجاتها التي انتجت عن طريق صناديق الحريه الشعبيه الذي حل رئيسا للسلطة في البلاد على أثرها
فما لبث الشعب التركي سماع ومشاهدة هذه النداءات والشعور مع تلك الصيحات الاوردغانيه الا ان لباها بخروجه الفعلي والحاشد والكبير والمؤثر الى تلك الشوارع والميادين مندده بتلك المحاولة التي بائت بالفشل ومعارضة ومعادية لكل من فكر ويفكر القيام بها والسيطرة على الاراده وأسر الحريه الشعبية
فما حصل بالدولة التركية لم يكن نفاق شعب لقائد أو خوف وخشيه شعب من قوة وجبروت قائد وانما كان الوفاء من شعب لقائد كان رد دين برقبة شعب لقائد بل كان نتاج لعيش كريم ومعامله حسنه وتقدم زاهر لماضي ومستقبل زاخر وفره الرئيس اوردغان لشعبه التركي على مر السنوات السابقة لذا فان قلوب الاتراك بمجمل فهم الحديث لم تكن تحمل لرئيسها الحقد والعداوة والبغضاء وتمني التخلص منه على أهون سبب
لسبب انها لم تكن مقهوره من سياساته العاملُ بها داخل أسوار الدولة التركية,اليوم وبعد هذا المشهد الذي لم يهز السلطوية الارودغانية وتحفظاً منا على سياساته الخارجية مع دول الجوار ودول العالم على وجه العموم والتي قد لا تعجبنا وقد نتعارض معها تاره وقد نُحاربها تارةً اخرى نستطيع أن نُثني على قوة السلطة الاوردغانية لنقول أنها نجحت في تجاوزها بعقلية حكيمة عظيمة هذا التحول الذي كان سينزع سدة الحكم وسيُغير الكثير من الامور داخل الدولة التركية بل وخارجها وان كان سيناريوا لمسرحية
كما يظن بعض الكتاب والمحلليين مع أنني لا أعتقد أنها مسرحية فمن منا من البشر يريد لنفسه الضرر ويجلبُ للمكان الذي يستملكه الخسائر ولكنه سيناريوا ليس له مثيل أخرجه قائد حكيم بعقليته وشارك في بطولته شعب عظيم في وفائه وصدقه الذي صدر للعالم ولحكام الشعوب رساله فهمت بما في محتواها ان الحاكم بلا شعب لا يملك قدرة على استمرارية بقائه في دفة الحكم..