الديمقراطية الفلسطينية ....أين ...والي أين ؟؟!!
القبول العام بالمشاركة ....وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات المحلية التي ستجري بالثامن من شهر أكتوبر القادم بالمحافظات الشمالية والجنوبية والقدس العاصمة ....كما تم الاعلان من قبل لجنة الانتخابات المركزية .....يعتبر مؤشر ايجابي ....كما ويعتبر خطوة أولي على طريق طويل من الممارسة الديمقراطية لترسيخ مبادئها وأحكامها ....وألياتها ....وحتي تتوج الجهود بإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ....حتي تستكمل خطواتنا الديمقراطية ....ويتم بناء مؤسساتنا التنفيذية والتشريعية على أسس ديمقراطية دستورية.... وبمشاركة الجميع من أطياف العمل السياسي وعلى قاعدة الشراكة ....والالتزام بالبرنامج الوطني الفلسطيني .
كنا نراهن دوما على اننا جميعا سوف نعود الي حيث ما يجب العودة ....وسيكون قرار كل منا حيث يجب أن يكون..... بتحقيق مصالحنا العليا في ظل هذا العالم المحيط بنا .....والمراقب لأفعالنا .....وأدائنا السياسي ...الديمقراطي .
تعرضنا ولا زلنا نتعرض ......من قبل الكيان الاسرائيلي بما يحاولون الصاقه بنا ....وتضليل وخداع الرأي العام العالمي أن الفلسطينيين ليسوا مؤهلين .... وأنهم يمارسون الارهاب ....وانهم لا يستحقون دولة ....وأن مخاطر دولتهم التي يقصدونها ستؤثر بالسلب على الامن والسلم العالمي ....وأن مخاطرها ستزداد بوجود قوي سياسية اسلامية داخل هذه الدولة .....ويقصدون حركتي حماس والجهاد الاسلامي ....خداع وتضليل اسرائيلي وكأن الفلسطينيين لا يمثلون حضارة عريقة ....وأنهم ليسوا هم الكنعانيون الأوائل ....وأنهم من مارسوا الديمقراطية من خلال الانتخابات بكافة مؤسساتهم التنفيذية والتشريعية ...وحتي داخل أطرهم التنظيمية .
الكيان الاسرائيلي يحاول أن يؤكد بتضليله وخداعة أنه الدولة الديمقراطية الوحيدة في ظل منطقة مليئة بالدكتاتوريات والأنظمة المستبدة ....أي أنهم يمثلون واحة الديمقراطية والحرية داخل المنطقة..... مع أنهم بحكم تاريخ نشأتهم وممارساتهم وسيرتهم الماضية والحالية ...يمثلون ارهاب الدولة المنظم ....والنظام العنصري الوحيد بهذا العالم ....الذي يمارس سياسة العبودية ....والتفرقة العنصرية .
من هنا نحن الفلسطينيون كان خيارنا الديمقراطي الذي تم ممارسته منذ تأسيس السلطة الوطنية بإجراء أول انتخابات رئاسية وتشريعية بالعام 96....واجراء الانتخابات لمرة ثانية بالعام 2006 والتي شاركت بها حركة حماس للمرة الاولي كما يتم موافقتها في هذه الايام على المشاركة بالانتخابات المحلية في خطوة فلسطينية لتعزيز الديمقراطية وممارستها في المؤسسات الخدمية ذات العلاقة المباشرة بالجمهور من خلال شخصيات اعتبارية يتم انتخابها بطريقة ديمقراطية من قبل أبناء فلسطين داخل المدن والمحافظات .
وصول الدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية ....الي المحافظات الجنوبية ولقاءه بفصائل العمل الوطني والاسلامي ....انما يؤكد على مهنية ونزاهة هذه اللجنة ....والمشهود لها من قبل المؤسسات الدولية والمحلية والتي أشرفت على كافة الانتخابات العامة التي أجريت بالأراضي الفلسطينية ....وهي تمثل لجنة متخصصة مهنية تسعي للتأكيد على اجراء الانتخابات وفق الاصول واللوائح والانظمة المعتمدة ....لتأكيد الارادة الشعبية ....وحرية الناس في تحديد خياراتهم ...وانتخابهم ....وممارستهم لحقوقهم في التعبير عن آرائهم والادلاء بأصواتهم بصورة حضارية وديمقراطية تعبر عن حضارة شعبنا ....وديمقراطية سلطتنا وقيادتنا الشرعية .
الممارسة الديمقراطية ....واجراء الانتخابات العامة ضرورة وطنية ومخرجا وطنيا لحالة الانقسام ....لأن العودة الي الشعب الفلسطيني لتحديد خياراته ....وانتخاب ممثليه حق مكفول بالقانون يجب ممارسته وفق المدة الزمنية المحددة بحسب القانون الاساسي .
ليس هناك نتائج انتخابية مفتوحة المدة .....سارية المفعول ...وابدية ...بل هناك مدة زمنية محددة تجري فيها الانتخابات وتجدد فيها الشرعيات ....حتي يشعر الجميع ان مسئوليتهم مراقبة .....وأنهم حكمهم وفق القانون ....وأن ما يتميزون به من صلاحيات لا تعطيهم حق التصرف المطلق .....بل من حق الشعب المطالبة بإجراء الانتخابات قبل انتهاء المدة المحددة .....فما بالنا والمدة المحددة قد انتهت منذ سنوات .
اجراء الانتخابات المحلية بكافة المحافظات والمدن خطوة هامة على طريق تطوير الخدمات ...وملامسة المشاكل الحياتية للسكان ....فالمواطن الفلسطيني يحتاج الي الكثير من جودة الخدمات .....بعد أن ساءت الخدمات المقدمة له ....وبعد ان وصل بنا الحال الي خدمات سيئة ومتقطعة وغير منتظمة .
نتمنى من كل قلوبنا أن تجري الانتخابات المحلية وبمشاركة الجميع ....وأن تتوحد التوجهات والجهود ....وأن نظهر المنافسة المشروعة ....وان تتحرر الارادة الشعبية من كافة القيود ...وان تجري الانتخابات بأجواء ديمقراطية ....ونزيهة ....وبشفافية عالية .....وحتي نثبت للجميع أننا شعب متحضر وديمقراطي ....ويستحق الحرية والدولة .