بعد اعتقالات ومداهمات .. قوات الامن السورية تكثف إجراءاتها لإفشال جمعة الحرائر
اخبار البلد : واصلت قوات الأمن السورية إجراءاتها في كل أنحاء البلاد، إذ تواصلت أمس حملة الاعتقالات والمداهمات في معظم المدن في حين واصل الجيش انتشاره في المدن الكبيرة، في ما بدا أنه محاولة لمنع التظاهرات التي دعا إليها المحتجون اليوم تحت اسم «جمعة حرائر سورية».
وبعد يوم على مقتل 19 شخصاً في حمص وسط البلاد وبلدة الحارة في محافظة درعا الجنوبية بينهم طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأجهزة الأمنية السورية شنت حملة اعتقالات واسعة خلال الساعات الـ24 الماضية، شملت رئيس مجلس بلدية بانياس الساحلية (غرب) ومعارضين ونشطاء في عدة مدن سورية أخرى.
وذكر المرصد في بيان أن قوات الأمن اعتقلت في «مدينة بانياس رئيس مجلس البلدية عدنان الشغري والمحامي جلال كندو»، كما اعتقلت «في دمشق الناشط بسام حلاوة من مقهى في حي باب توما، وفي مدينة دوما (ريف دمشق) اعتقلت الناشط حسان منعم، وفي دير الزور (شمال شرق) اعتقلت عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري المعارض البارز فوزي الحمادة».
وأشار المرصد الى اعتقال «الدكتور عدلان العدلان والصيدلي حميد العدلان في حمص (وسط)»، بالاضافة الى «المدون والصحافي جهاد جمال (المعروف باسم ميلان) في حلب (شمال)، ومؤيد بسيم الحنيني في كفرنبل (ريف ادلب، شمال)».
كما أورد اعتقال العشرات في اللاذقية (غرب) وجبلة (غرب) وريف دمشق وقريتي البيضا والقرير المجاورتين لمدينة بانياس.
وأكد المرصد توقيف الناشط الحقوقي نجاتي طيارة في مدينة حمص. وكان طيارة نقل أمس لوكالات الأنباء العالمية ما حدث في حمص من قصف بالدبابات لحي بابا عمرو.
كاميرات داخل مسجد
وأعلن مدير المرصد رامي عبدالرحمن أمس أن السلطات وضعت كاميرات داخل وخارج مسجد عثمان بن عفان في مدينة دير الزور شمال البلاد، حيث يتظاهر الكثير من المصلين بعد صلاة الجمعة، مشيرا الى أن العديد من المعتقلين السابقين أجبروا على التوقيع على وثائق تقول إنهم لم يتعرضوا للتعذيب، وأنهم لن يشاركوا مستقبلا في «أعمال شغب».
حماة
نفذت قوات من الجيش السوري المدعومة بدبابات حملة على معارضي النظام بمحاصرة مدينة حماة أمس، والتي سحقها والد الرئيس بشار الأسد عام 1982 للقضاء على انتفاضة في وقت سابق، حسبما قال ناشط حقوقي. وقال الناشط الحقوقي مصطفى أوسو إن قوات تدعمها دبابات انتشرت في جميع أنحاء وسط مدينة حماة، والمعروفة بالانتفاضة الدامية التي وقعت عام 1982 وسحقها النظام.
المعضمية
من جهته، أفاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي في اتصال هاتفي مع «وكالة فرانس برس» بأن المعضمية (ريف دمشق) التي تحاصرها الدبابات «شهدت حملة اعتقالات واسعة شملت عائلات بأكملها».
ونقل القربي عن شهود عيان «ان المئات تم اعتقالهم» مشيرا الى ان بحوزته «لائحة باسم نحو 300 معتقل شملت معارضين وموالين».
وأشار رئيس المنظمة الى أن «السلطات اضطرت لاستخدام المدارس الموجودة في المدينة لايواء المعتقلين، كما احكمت السيطرة على الجوامع التي حولتها الى مراكز لتجمع عناصر الجيش» الذي مايزال منتشرا بكثافة في المدينة. وأضاف القربي «ان حظر التجول فرض في المدينة التي تعاني بسبب انقطاع في التيار الكهربائي والاتصالات أحيانا».
كما ذكر «ان بلدة قطنا (ريف دمشق) محاصرة منذ يومين بناقلات الجنود التي امتدت على الطريق العام تمهيدا لشن حملات اعتقالات».
جامعتا حمص وحلب
وفي حمص، داهمت قوات الأمن مساء أمس الأول السكن الجامعي للطالبات في جامعة المدينة، وقام بعمليات تفتيش واسعة.
وفي حلب اقتحمت قوات الأمن مدعومة بعناصر من ميليشيات الشبيحة السكن الطلابي في جامعة المدينة واعتقلت العشرات، وذلك بعد أن تظاهر آلاف الطلاب مساء أمس الأول في المدينة الجامعية قبل أن يتم تفريقهم بالهراوات من قبل الأمن ومؤيدي النظام.
قرى درعا
واستمر التوتر في قرى محافظة درعا جنوب البلاد غداة مقتل 13 شخصا في بلدة الحارة بينهم طفل في الثامنة من عمره خلال قصف مدفعي على أربعة منازل.
وأفادت المصادر عن «انتشار الدبابات على الطريق المؤدية الى الشيخ مسكين (25 كلم شمال درعا)»، ولفتت الى أن قوات الأمن ماتزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وانخل.
آشتون وواشنطن
وأعلنت منسقة السياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون امس أنها لا تستبعد توسيع نطاق العقوبات على سورية لتشمل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقد اعتمد الاتحاد الأوروبي رسميا عقوبات ضد 13 مسؤولا سوريا، وفرض حظرا على بيع الأسلحة لسورية، ودخل الإجراء حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي.
ووصفت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس الأول القمع الذي تمارسه السلطات السورية بالـ»بربري»، بينما اقترح أعضاء نافذون في الكونغرس مشروع قرار ينص على ان الأسد فقد شرعيته بارتكابه أعمال عنف ضد شعبه.
وأعربت فرنسا أمس عن قلقها من اختفاء الصحافية في قناة الجزيرة دوروثي بارفيز التي قالت قناة الجزيرة القطرية التي تعمل بارفيز لديها، إن السلطات السورية سلمتها إلى طهران.