ليلة تراجيدية تركية

ليلة تراجيدية تركية حقيقية عشناها حتى الصباح، وما زالت تداعياتها حتى اللحظة، وستتواصل حتى وقت بعيد، ففي مطلق الأحوال انتصر الشعب التركي بتوجهاته السياسية الرئيسية، وفرض إرادته على الشارع.
وهي إحدى مرات قليلة، في التاريخ المعاصر، لا تنتصر فيها الدبابة والطائرة المقاتلة على الإرادة الشعبية الموحّدة، فالساعة صفر التي انتشرت فيها قوات الجيش، والبيان رقم واحد الذي كان يفترض أن يؤسس لمرحلة جديدة، ذهبا في خبر كان خلال أربع ساعات.
ودون أدنى شك فرجب طيب أردرغان هو المنتصر الأكبر، ولكن ذلك تحقق بفضل توافق الغالبية الغالبة من الأحزاب والتيارات السياسية، وهي لحظة تاريخية يحقّ للأتراك أن يفخروا ويفاخروا بها، وأن يعتبروها نقطة فاصلة في تاريخهم الحديث.
وما ينبغي التوقّف عنده هو مواقف العرب الذي توزّعوا بين مع وضد، وكلّ ذلك على أساس مواقفهم في بلادهم، وينبغي على ما وصلت إليه تركيا من نتيجة أن تحملهم على الدراسة والاستفادة من الأهمية القصوى لدور الجماهير.