حقائق مذهلة


 

عبر وسائل الاتصال الحديثة ، أصبح بالإمكان الاطلاع على العديد من الحقائق المذهلة سواء العلمية أو الفنية وحتى السياسية ، ولكن ما يجب الالتفات إليه بعد الاطلاع هو كيفية الاستفادة من المعلومة حتى لا تتبخر وتذهب سدى ، حتى نستفيد من الكم الهائل من الحقائق المذهلة حول مناعة الجسم ، فوائد الخضار والفاكهة وأسرار كثيرة ترد إلينا على طبق من ذهب.
قبل فترة وجيزة تم الإعلان عن التقرير الخاص بمسؤولية السيد توني بلير تجاه الحرب على العراق ومن قبل تقرير بنما وتقارير أخرى ذات طابع سياسي حملت العديد من الحقائق المذهلة ، فهل نعي بحق حجم تلك الحقائق وأثرها على الشعوب والأمم ومستقبلها ؟!.
وفي هذا لا بد من الإشارة الى مصداقية تلك الحقائق والتي تنشر بشكل كبير وتلغي أحيانا العديد من المعلومات والتي كانت سائدة لفترة من الزمن وتحاول إيجاد ثقافة جديدة وممارسة ضغط باتجاه معين للرجيم مثلا والابتعاد عن أكل اللحوم والإكثار من تناول الخضار وممارسة الرياضة وتغيير نمط الحياة والتقليل من الأضرار التي تواجه يومنا وحياتنا ولهذا ينبغي التأكد من صحة تلك الحقائق قبل إصدار الأحكام بصورة عشوائية.
وعودة للتقارير، فهل يمكن قراءة ما تحتويه من معلومات ودراستها وتحليلها ومن ثم الاستفادة من نتائجها ؟ وبعد قليل سوف تطهر نتائج الثانوية العامة وتضعنا جميعا أمام حقائق النتائج والتدابير المطلوبة والإجراءات الأخرى لقراءة النتائج بشكل علمي ومنهجي.
ولعل التقارير التي تنشر عن اثر الأزمة السورية وتبعياتها تحتاج الى تفحص دقيق وشامل للأثر وما خلفته الحرب الطاحنة خلال السنوات السابقة واللاحقة على الأجيال كافة وما يمكن أن تسفر عنه من نتائج وحقائق سوف تذهل الجميع.
يجب الانتباه في هذا المجال الى الحقائق التي ترد وسائل التواصل ويطلب تعميمها للفائدة المرجوة وذلك دقة تلك المعلومات واقتصارها على إشغال المطلع على الموقع والتأثير عليه والتحكم به بطريقة أو بأخرى للاقتناع بما تمليه تلك الحقائق من معلومات ، وعلى سبيل المثال ما ينشر حول الحرب في العراق واليمن وليبيا وقص ولصق الأخبار بطريقة مذهلة.
تحمل الأسرار العديد من الخفايا والتي تعلن في وقت يكون قد فات الأوان للتغيير، ولكن التأمل يكفي أحيانا للتدبر في معلومات كثيرة حول « داعش « على وجه الخصوص حيث ثمة العديد من الحقائق المذهلة التي تبث ، بعضها يمكن تصديقه والبعض الأخر عار عن الصحة على كافه الوجوه ، فهل نقف برهة قبل إعادة بث ما يشاع حول العديد من الأخبار هنا وهناك ؟
الغريب تماما أن صورة معينة أو مشهدا بذاته يتم تناقله وفي كل مرة يتم إحداث بعض التغييرات عليه وما ان يصل الى المشترك رقم مليون حتى يكون قد اختلف تماما عن النص الأصلي تماما وتنقلب الحقيقة الى معلومات مفبركة لا غير.
المطلوب التريث فقط وعدم الانصياع لأمر التعميم تحت طائلة المسؤولية ، والمطلوب أيضا التفاعل مع الأحداث بحكمة وروية وعدم التسرع في تصديق ما يقال وينشر لعلنا نرتاح قليلا من الذهول لتلك الحقائق المفبركة.