في هذه الايام المفعمة بالمشاعر الوطنية كان فكر الاردنيين يتمحور حول الاردن المعطاء و وجهته. نقطة البداية تكمن في ان نرتقي الى مستوى رؤية جلالة الملك، و ان نرى الاردن كما يراه وكما يريده ان يكون. نهج الاردن لم يكن يوماً ردة فعل اتجاه حدث معين او تكيتيك سياسي مرحلي بل هو نتاج فكر واضح و عصارة تجربة هاشمية اردنية واعية ضاربة في عمق التاريخ. فالاردن في عصره الحديث مر بمراحل تنمية واضحة رسمتها حكمة قيادته التي ادركت لحظة العبور الآمن من مرحلة الى اخرى. فالملك عبد الله المؤسس ثبت المملكة الاولى بالسيادة و الحدود و البعد القومي الراسخ، وعزز الملك طلال المملكة الثانية بالدستور المتطور، اما الحسين فقد بنى المملكة الثالثة، دولة المؤسسات، و رفع اسم الاردن في سماء الدنيا وجعله رقما صعبا لا يقبل القسمة. رحمهم الله و جمعهم مع الابرار
و اكمل عبد الله الثاني، اطال الله في عمره، المسيرة و دشن المملكة الرابعة بمعالمها الخاصة من اجل تعميق المشاركة الشعبية و اطلاق طاقات الوطن الزاخرة و استغلال مهارات و خبرات رجال الاردن على اختلاف مستوياتهم للدخول الى عصر العالمية.  المملكة الرابعة هي دولة صقل الذات الاردنية و تنمية شاملة متكاملة محورها الانسان
و مع كل ما تمر به منطقتنا و امتنا اليوم من محن و مصاعب فانها مرحلة و ستنتهي، و علينا ان ننظرمن اليوم الى ما بعدها، الى التنمية و لكن بتميز. فالتميز الذي هو جزء من نهج المملكة الرابعة يعني وضع النقاط على الحروف. فالكل مسؤول مهما كان و اين كان، و الشرعية لأي شخص او جهة تأتي فقط من العمل و الانجاز على الارض. لا يجوز لاحد ان يستنفذ من رصيد الوطن من غير الاضافة اليه. و الغرم بالغنم هي القاعدة، لا القبلية او الجهوية و لا هي المصاهرة و المتاجرة و لا هي ثقافة الكسل او اللامبالاة. الجميع يجب ان يقيم على اعماله لا على اقواله، فالكثيرين لديهم غزارة في الافكار و شح في النتائج
ان التحدي الحقيقي الذي تواجهه المملكة الرابعة يتمثل في القدرة على انتاج حكومات و مؤسسات شرعية قادرة على اتخاذ قرارت حاسمة و حقيقية تخدم الاوطان و تبنيها و لا تستنفذ من ارصدتها.  نحن اليوم بحاجة الى قيادات تنفيذية مستنيرة واعية، كفؤة و شجاعة. نعيش في زمن استثنائي لا يصلح له رجال عاديون
فهل نرتقي كمسؤولين و مواطنين و مؤسسات الى رؤية المملكة الرابعة؟ هل سنسحب من رصيدها ام نضيف اليها؟ هل سنقول ما نفعل و نفعل ما نقول؟ هل ستطبق حكوماتنا وعودها بالعدالة و التنمية للجميع؟ هل سنتوقف تماماً عن تجاوز الدستور و القانون؟ هل سيعمل المسؤول بما يقوله على التلفزيون و صفحات الجرائد؟ هذا هو امل كل الاردنيين و بعض مما جال بخاطرهم و تحدثوا به في العيد اعاده الله علينا بالخير و البركات
حفظ الله الوطن و ملكه المفدى و ولي عهده الامين، و كل عام و الاردن «بأهدى بال»