رئيس الجامعة.. من هو ؟!
أخبار البلد -
...يقول الرئيس الأمريكي الراحل (John Quincy Adams)» إذا كانت أفعالك تلهم الآخرين كي يحلموا أكثر، ويتعلموا أكثر، ويبذلوا جهداً أكثر، ليصبحوا أفضل، فأنت قائد». هذه المقولة تذّكرني بالدور الذي يلعبه رئيس الجامعة، يُعّرف العمل الذي يقوم به رئيس الجامعة» أنه العمل الإداري التنفيذي الذي أساسه التخطيط، والتطوير، والتنظيم، والتوجيه، والتقييم الذي يخص البرامج الأكاديمية، والسياسات، والإجراءات والمبادئ التوجيهية، هذا عدا عن الدور القيادي في التوجيه والسيطرة على جميع المجالات الأكاديمية، وتوجيه الجامعة». وهنا فقط نُعّرف ماذا نعني برئيس الجامعة، وليس الدور الذي يقوم به.
...رئيس الجامعة ليس وكيلاً عن اللجان والمجالس، وليس قائداً لفريق تنفيذي فقط، ولكن يجب ان يمارس نوعا من القيادة الحقيقية، وهو ليس مجرد مدير إداري، ويجب أن يقود الجامعة ككل، أما بالنسبة للطلبة، فيجب أن لا يفكر فقط في الطلاب الحاليين، ولكن ايضاً بالطلاب الخريجين، والاجيال القادمة، أما بالنسبة للإداريين والموظفين، فلا يجب التفكير فقط في الإداريين والموظفين الحاليين، ولكن بالاداريين والموظفين في الغد وفي الامس، والجامعة لها هوية وشخصية، وللمحافظة على هذه الشخصية والهوية، وجب على رئيس الجامعة التفكير في القيم، والأخلاقيات، وروح الجامعة، حتى يخلق ويحافظ على هذا الإرث الذي عملت الجامعة عليه لسنوات طوال، لخلقه، والعمل على اساسه، بمعنى عدم حصر الجامعة فقط باسمها التجاري، ومؤشرات الانجاز فيها فقط.
...تعتبر الجامعة مشروعا فكريا ذهنيا يتكون من عدد كبير من المقابلات والمواجهات اليومية في المحاضرات، والندوات، والمؤتمرات، والمختبرات التي تشكل وتصنع مسقبلنا، كنا أفراداً او جماعات او مجتمعات او أُمة، بعضها يتم من الناحية التدريسية، وبعضها الآخر يتم من الناحية البحثية، كلاهما يشكّل وحدة فكرية وعلمية من الأهمية بمكان متابعتها من الجامعة، وبالذات من رئيسها المسؤول مسؤولية مباشرة عن نجاح ذلك.
...وأخيراً إن دور رئيس الجامعة فكري بالإضافة الى المسؤوليات الإجتماعية والثقافية، وجوهر هذا الدور القيادة (الكفاءة) والتعاطف والخيال، وبعض الجامعات العالمية والتي تصنف من اوائل الجامعات في العالم، تقسّم دور رئيس الجامعة هذا بالنسبة المئوية ، 25% من وظيفة رئيس الجامعة الإدارة الأكاديمية ( ونقصد تقديمه القيادة في جميع الامور الأكاديمية، المبادرات، المشاركة في التخطيط والإشراف الأكاديمي، مراجعة وإعادة النظر في المناهج، والربط مع الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية)، و15% لإدارة شؤون الموظفين وتطويرهم (ونقصد هنا بالتقييم والموافقة على تفويض السلطات،الاهتمام بالموظفين الجدد، وتشجيع الموظفين في الجامعة، والإشراف على تطوير الأكاديميين والموظفين)، و15% لتقييم الموظفين (وذلك من خلال مراجعة وتوصية الاداء للطلبات المقدمة للجامعة، وترقية الموظفين وتثبيتهم في اعمالهم، والمراجعة والتوصية على أساس الجدارة، والتعديلات على الرواتب للكادر الأكاديمي والإداري والوظيفي على اساس من العدالة، وما هو مطبق في السوق)، و20% للإدارة المالية (وذلك من خلال الإشراف على التحضير لميزانية الأكاديميا والبرامج الأكاديمية والكادر الأكاديمي والبرامج الأكاديمية ذات العلاقة في الجامعة، وتعيين اللجان المالية لتطبيق ذلك، وتخصيص وإعادة تخصيص الأموال والموارد للأفراد والمواقع، هذا بالإضافة الى المراكز الأكاديمية في الجامعة وكلفتها)، و15% للإدارة العامة (تحضير التقارير، والمراسلات، والعلاقات مع الجامعة، وحضور الإجتماعات، والإشراف على العمادات الجامعية والمدراء فيما يتعلق بالأمور الأكاديمية، والمنح التعليمية، والإشراف على المراكز الأكاديمية الموجهة والمشاريع)، 10% على العلاقات الخارجية (المشاورات التي تتم من خلال المجموعات التي ترتبط بعلاقات مع الجامعة، وخدمة العاملين في المجالس الإستشارية، والمساعدة في الجهود الرامية الى جمع الأموال للجامعة). على رئيس الجامعة أن ينظر الى الجامعة على انها ليست سوقا للذي يدفع رسوما أكثر، لان الأمور سوف تصبح أنا أدفع اذن انا زبون، وهذا ليس المقصد في العملية التعليمية، لإنها سوف تصبح كأي سوق آخر يمكن بيعه لإي شركة مهما كان عملها! وسوف تصبح كما قال المؤرخ والروائي الأمريكي Shelby Foote)) في تعريفه للجامعة بأنها»مجموعة من المباني تجمعت حول المكتبة»!.