قبل ايام اتصلت بالدكتور فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة مستفسراً عن حقيقة ما يجري تداوله حول ارتفاع تكلفة العمليات الجراحية في المستشفيات الاردنية عن غيرها ما سمعته منه اذهلني فعلاً اكد لي ان تكلفة هذه العمليات هي الأقل من مستشفيات اي بلد عربي ناهيك عن المستشفيات الاجنبية خلافاً لما يقوله مروجو الاشاعات اكثر من هذا فقد تم استقدام خبراء للتحقق من ذلك فاثبتوا صحة ما ذكره. 
ولعل السؤال الذي يجب ان يُطرح هنا: لماذا يحرص المرضى العرب من السودان او اليمن او تشاد او ليبيا او غيرها من البلدان في الخليج العربي على تفضيل العلاج في الأردن؟ هم ادرى بالتكلفة العلاجية في غير هذا البلد المضياف. يقصدونه لان تكلفة المستشفيات فيه اقل من غيرها في اي بلد في العالم. والدليل على ذلك ان هناك آلاف المرضى من كافة الاقطار العربية يحضرون الى هنا للعلاج. لو وجدوا علاجاً اقل تكلفة في اي بلد آخر لاثروه ناهيك عن السمعة الطبية العالية لهذا البلد. 
ما سمعته من د. الحموري الذي لا يشك احد في نزاهته اقنعني بان هذه الشائعات التي يتم اطلاقها لا صحة لها فاتورة العلاج وان بدت لمروجي الشائعات عالية، فهي الاقل من غيرها على مروجيها ان يقارنوا هذه الفاتورة بفاتورة العلاج في اي بلد آخر سيكتشفون صحة ما اقول. 
احد اطباء الاختصاص في مستشفى اردني خاص ذكر لي ان مريضاً عربياً قصد المانيا لاجراء عملية جراحية فطولب بايداع مبلغ كبير جداً في بنك الماني قبل ان تجرى له العملية عندنا لا يحصل ذلك بهذه الصورة. 
من ناحية اخرى اكد لي رئيس جمعية المستشفيات الخاصة انه لا صحة للمزاعم التي تشير الى استغلال للمرضى العرب، واذا ما حدثت حوادث فردية نادرة سرعان ما يتم التحقق منها ومحاسبة فاعليها. 
ان ما دفعني للعودة الى الخوض في موضوع السياحة العلاجية في هذا البلد هو حرصي على تبيان الحقيقة، فبعد الذي سمعته من د. الحموري اقتنعت ان كل ما تتناقله بعض الالسنة عن استغلال لجيوب المرضى العرب لا صحة له اطلاقاً، وهذا ما سمعته ايضاً من اطباء اختصاص أٌجلُّهم. 
يبقى ان تقوم الحكومة بتيسير دخول المرضى العرب الى هذا البلد كما كان الحال في السابق فهذا استثمار يصب في خزينة الدولة بصورة او بأخرى وعلي فأنا اكرر ما ذكرته في مقال سابق بأن تؤخذ تأشيرة دخول المريض العربي ومن يرافقه من اقارب في المطار او إن تعذر ذلك لأسباب امنية مشروعة، فليكن الحصول على هذه التأشير بسرعة حرصاً على سلامة المريض الذي تقتضي حالته دخول المستشفى فوراً  ارجو ان يحدث ذلك قريباً كما سمعت.
سيظل الاردن بلداً نموذجياً للاستشفاء شامخ البنيان، يوفر للمريض العربي كل اسباب الراحة والعلاج الراقي. ففيه نخبة من اطباء الاختصاص يُشاد بانجازاتهم الطبية العالمية. ولا ننسى ان تسهيل قدوم المرضى العرب سينعش حركة الفنادق في البلد. سيحدث حركة نشطة في اقتصادنا الاردني وهذا ما لا يستطيع احد انكاره.