" معوقات الاصلاح بين هشاشة الرأي ومطرقة الرأي الاخر "
قبل ان نبدأ بالقاء الضوء على معوقات الاصلاح بوطننا الغالي سنذهب بجولة سريعة نتعرف من خلالها على دائرة صنع الرأي العام بالدول التي تكنى بالديموقراطية, وكمثال الاوروبية منها , ففي تلك الدول تتفاعل هناك الاذرع السياسية للانظمة مع جوهر ما يصدر من نبض الشارع بشكل عام والمتمثل بالتجمعات الفكرية والحزبية , فمن يتابع طبخ القرار السياسي لتلك الدول او مايسمى بالرأي العام السائد بفترة ماء لابد وان يلاحظ مدى التناسق التام بين مجمل ألخطى بصناعة الرأي لدى الاحزاب واصحاب التوجه الفكري المستقل , فهناك تعمل المنظومة الاجتماعية بالتوازي مع التوجهات السياسية لتلك الدول من خلال تضافر الجهود الوطنية بكافة المجالات , وفي تلك الحالة واقصد بتلك الدول تكون المطرقة السائدة باضفاء الطابع العام لسياسة الدولة ناتجة عن ارادة شعبية صرفة وان كانت هنالك بعض المؤشرات الاخرى التي وان وجدت لاتؤثر على صورة الدولة لدى مواطنيها بالشكل الذي نراه ببلداننا العربية او حتى ببعض دول الشرق الاوسط والدول الناميةوهناك ايضا بتلك الدول توجد ضوابط يتحدد من خلالها شكل الرأي العام خلال فترة ماء, بعضها يعود لدساتير تلك الدول التي اوجدتها منظمات المجتمع المدني لديهم كالاحزاب والهيئات والمؤسسات الفكرية ذات الطابع الديموقراطي البحت , لذلك تكون دعوات الاصلاح لديهم بأي جانب كان تشوبه شبهة فساد لايتعارض كمحصلة نتيجة بين رأي قادة الفكر لديهم من احزاب ومؤسسات فكرية اخرى وبين انظمتهم الحاكمة صاحبة " الرأي الاخر" حيث ان دساتيرهم كفلت التزاوج النزيه بين الرأي والرأي الاخر...و بما تتطلبه مصلحة البلاد لديهم , وذلك يعود لتفعيل منظومات الرقابة الوطنية المتمثلة بارادة الشعب على مجريات الطابع العام للدولة ... بينما لو القينا الضوء على طبيعة الاصلاح ببلداننا العربية بشكل عام والاردن بشكل خاص... للاحظنا ان حكوماتنا بدأت تتحدث عن لاصلاح الوطني من خلال برامجها فقط... وتستثني من ذلك مايصلها من نتاج فكري شعبي متمثلا بالرأي الحزبي او اي قيادة شعبية واعية اخرى ... والسبب هنا واضح ويعود لطبيعة الدساتير الموجودة التي غالبا ماتكرس رأي واحدا... ولا توحي بتفاعل الاتجاهات الفكرية بصنع القرار , لذلك غالبا ببلداننا مانتحدث بوضوح وصراحة عن مايسمى بالرأي والرأي الاخر ... الا ان الحديث هنا مختلف تماما من حيث النوعية والنتيجة عما يدور هناك بالدول الاوروبية التي تطرقنا كامثلة لها من قبل ,لذلك من معوقات الاصلاح الحقيقية لدينا في الاردن مثلا هي الالزامية بتسويق رأي على حساب راي اخر... فالانظمة لدينا تعتقد ان فكر الاصلاح يجب ان تبدأ خطواته من خلال ماتنتجه من هيئات وشخصيات حكومية سابقة, كانت تعتبر بنظر باقي مكونات المجتمع صاحبة راي اخر , عندها تصطدم الاراء وتزداد سعة الاختلاف بمنهجية الاصلاح بين ما يطلبه الشارع والقيادات الحزبية من جهة وبين ما تحاول الدولة باجهزتها من تسويقة على انها صاحبة الولاية بعملية الاصلاح... لذلك ومن اجل الوطن لابد من اظهار حسن النوايا الهادفة لخدمة الوطن والسير به نحو الاصلاح الحقيقي من خلال انهاء جميع مظاهر العداء والتخوين في الرأي الوطني بما ان الجميع يسعون لبناء وطن واحد موحد ,وهذا لايتم الا من خلال اصدار القوانين التي تمكن الاحزاب السياسية او مختلف الاتجاهات الفكرية بالعمل يدا بيد مع الحكومات والهيئات والمؤسسات المدنية من اجل خلق اصلاح حقيقي يجمع عليه الجميع على ارض الوطن , اضافة لذلك على الحكومات الوطنية ان تبدأ بخطاب اعلامي يجسد حالة الوحدة بين جميع مكونات المجتمع السياسية والفكرية.... بحيث تتخذ من ارائهم وطروحاتهم الاصلاحية الاساس ببرامجها ومخططاتها المستقبلية , ولا ان تنظر لتلك الهيئات والاحزاب على انها منافس لهم يحاول الاستفراد بالسلطة وبقيادة المواطن ضمن برامجة , عندها سيكون الرأي والرأي الاخر مجرد تسمية تتلاشى عند مصلحة الوطن ونداءات الاصلاح .....................................