ماذا جنينا .. فحق عقاب !!

 البؤس لأبن الشعب يأكل قلبه ... والمجد والإثراء للأغراب والشعب معصوب الجفون ، مقسم كالشاة ، بين الذئب والقصاب هذا قليل من حياة مُرة ... في دولة الأنصاب والألقاب ( أبو القاسم الشابي ) ... تتطابق هذه القصيدة مع حال الناس في وطني ، الناس نوعان هنا ، الأول شعب يعشق تراب أرضه ، صابر حالم غير يائس رغم كل قساوة العيش وضنك الحياة ، رغم شدة الحزام الذي قسم بطنه قسمين حتى كادت أطراف الحزام أن تلتقيا !! أُثقل كاهله رفع أسعار وفرض ضرائب كلما افرغ الفاسدون خزائن وطنه من خيراتها ، جعلوه بئر مال ينهلون منه كلما دعت الحاجة لتسديد دين لا يعرف كيف ومتى ولماذا تم !! بات هو الأغلى والاثمن حتى من أبار نفط حمزة المخبأة تحت الأرض ! مات حلمه برغد العيش ورفاهية المعاش منذ سلام الشجعان ، ونسخوا له حلم جميل بسياسة الخصخصة والتعويم والاقتصاد الحر ، فزاد الفساد وازداد العدد وتنوع شكل الفساد ! وغدونا بعدها وطن لا يملك من أمره إلا بضع مستشفيات ومدارس وسجون ودافعي ضرائب !! وصدقت الحكومات بتنبؤاتها التي وعدت الناس بها بتغير الأحوال ! فزادت قاعدة الفقر والبطالة وتراجعت مستويات الدخل وشطبت الطبقة الوسطى ، وازداد معها بل عظُمت قواعد الفساد وبلغت مبلغا عظيما حد أن يقضي المجرم محكوميته بالتسوق خارج البلاد ! رفاهية لم تشهدها أكثر أنظمة العالم حرية او ديمقراطية او حفظا لحقوق الناس ، انهار الحلم ، ولنقل قتل الحلم ، وهرم قلب الشباب وذبحت أرواحهم فغاب عنها السلام والاستقرار ، وحل مكانها اليأس والتذمر وقد يدفعها ذلك للتمرد والعصيان ! والنوع الثاني من أبناء الوطن ، فهم العاقون لترابه ، المغايرون لقيم شعبه ودين أمته ، غير المبالين بأهآت الناس والآمها ، جلهم أغراب ، يعيشون الترف والعربدة ، يتوزعون بين سارق ومرتش وسمسار ، أعادوا تنظيم أنفسهم شلل وعائلات ، وجعلوا بلادنا مزرعة لهم ولأولادهم يتوزعون خيراتها وينهبون ثرواتها في غياب العدالة التي حرفت وعدلت وخطت قوانينها لحمايتهم بمسميات يعتقدوا أنها ترضي الناس ... مظالم ومحاسبة ومكافحة يقول فيها الشاعر : ( وكذاك تتخذ المظالم منطقا عذبا... لتخفي سوءة الأراب ) الاستثمار : الفساد والترهل وحده يا سادتي ويا حكومتي ويا سيدي من خرب البلاد وابعد الاستثمار ، فلا يعقل أن يدفع المستثمر ربع ماله سمسرة واستحواذ ، ولا ان تمضي شهور وشهور حتى يأخذ القرار ، فقي غير هذا البلد ، يُستقبل المستثمر في أفخم الفنادق ويُستقبل من أعلى الجهات ، ويمنح أعظم الامتيازات دون ان يدفع سمسرة أو رشوات ، ويمضي بمشروعه بعد يوم أو يومين دون انتظار ، فكيف نعلن للناس أن القلم والإعلام والصحافة شردت الأموال !! أم أن حرية الكلمة باتت عبئا والمقص هو الخيار !!! وبات الغيور على وطنه والمحب لترابه صاحب أجندة وعدو يلزمه قرار !! أعيدوا الحسابات ، وانظروا من هم أصحاب الأجندة وأصحاب المفاسد ، المنتشرون بين أسواق لندن ونيويورك بتباهي رغم المفاسد والحكم ، او يعيشون بين ظهرانينا لا يخشون ملاحقة أو بيان لغياب المحاسبة والملاحقة ودعم الكبار ! أعيدوا حساباتكم وانظروا من دخل البلاد قبل عقد أو عقدين بغطاء وقميص رث وبات من أصحاب الأموال ! وصاروا بقدرة قادر أصحاب فكر وحكمة وقرار ! أولئك هم أصحاب الأجندة دون غيرهم ، أما رجال الإعلام فهم رماة السهام الذين ما نزلوا الجبل لجمع الغنائم ، لا يملكون إلا أجندة الوطن وهموم الناس ، وأما من نزل الجبل وجمع الغنائم فقد كانوا كما تعلمون هم أسباب الهزائم !!