في رمضان .. المندي والكبة ينافسان "المنسف" على موائد الأردنيين

اخبار البلد-

 

بدا الأردنيون منقسمين على أنفسهم في شهر رمضان، ولأول مرة، من خلال اختلاف أصناف الأطعمة المقدمة على مائدة الإفطار.

فالمنسف الذي لطالما تربع على عرش الأطعمة الأردنية ولسنواتٍ طويلة، بدأ يجد له منافساً في معركة كسب الأذواق من خلال الأطعمة الخليجية والشامية كالمندي والكبسة، أو الكبة الشامية والصفيحة التي لاقت إقبالاً من المواطنين واللاجئين السوريين على حدٍ سواء.

- البحث عن التجديد

الإقبال الشديد من قبل الأردنيين على ارتياد المطاعم السورية في الأردن لا سيما في المناطق الشمالية من المملكة، دفع المطاعم الأردنية هي الأخرى والتي كانت تقدم المنسف كوجبةٍ رئيسيةٍ على مائدة الإفطار لديها، إلى التوجه نحو الأطعمة الشامية والخليجية؛ وذلك للدخول في سوق المنافسة معها، وكسب معدة وأذواق الأردنيين.

في حين لا ينكر علاء ذيب، والذي يعمل في مطاعم جبري المختصة بتقديم المنسف الأردني، دخول الأطعمة الخليجية والشامية في سوق المنافسة مع المنسف الأردني، قال في حديثه لـ"الخليج أونلاين": إن "انحسار الإقبال على الأكلة الشعبية الأولى في الأردن وعلى رأسها المنسف يعود إلى كلفتها العالية؛ بسبب مكونها الرئيسي إن كانت على "حسب الأصول""،كما يرى أن "لا خيار من عدم استخدام الجميد الكركي".

وأضاف: "كما أن الفضول لدى الأردنيين لتناول أطعمة جديدة كالكبة الشامية والمندي اليمني، أدى دوراً في العدول عن المنسف في رمضان هذا العام، ولسببٍ اقتصادي بدخول الدجاج كوجبةٍ رئيسية في المندي، ومن ثم هو أقل سعراً في ظل ارتفاع أسعار اللحوم".

- المنسف يرثي حاله

أما عبير المشايخ، ربة منزل، فترى أن دخول الأكلات الشامية والخليجية في المنافسة مع المنسف ليس أمراً مستغرباً، وقالت: "بلاد الشام تتشابه في مأكولاتها، وإن امتازت دول معينة بطعام خاص، إضافة إلى أن كثيراً من الأردنيين كانوا يزورون سوريا قبل نشوب الأحداث فيها قبل خمسة سنوات، وتناولوا طعامها وخبروا مذاقه الرائع".

وتقول ميسون أم علي، وهي سورية الجنسية وتدير أحد المطاعم الشامية في عمان: إن "المطعم الذي افتتح منذ عامين يقدم المقبلات والكبة والبرك والفتوش والتبولة، ويوفر جلسة رائعة، تحاكي البيوت السورية القديمة".

وتضيف: "هذا بالضبط ما يبحث عنه الأردنيون اليوم، فالمقبلات والسلطات بمجملها مثل الحمص، والحمص مع لحمة، والحمص مع دجاج، والمتبل وحراق بأصبعه وسلطة الجرجير والفتوش، وغيرها من الأطعمة بدأت تنافس الكثير من الأطعمة الشعبية في الأردن وعلى رأسها المنسف".

- تنافس خليجي وشامي

ويجد المتجول في أسواق العاصمة عمان ومعظم المحافظات الأردنية توزع العشرات من المطاعم السورية واليمنية والخليجية، بعد أن وجد أصحابها مدى إقبال الأردنيين على تلك الأطباق التي تقدمها المطاعم غير الأردنية، حيث تكتسب تلك الأطباق أهميتها من تنوعها واختلاف أصنافها، بعكس الطعام الأردني الذي يعتمد بالمجمل على المنسف، وهو ما يحاول الأردنيون تجنبه في شهر رمضان مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ يتسبب المنسف مع الجميد في شعور الصائم بالعطش وحاجته المتكررة للماء.

وهو الأمر الذي أكده سامر الخواجا، حيث قال: إن "تأثير المطاعم الشامية أوجد حالة من التنافس الحقيقي بين المطاعم السورية والأردنية في تقديم الأجود والأفضل؛ ما انعكس إيجاباً على نوعية المأكولات المقدمة للزبون وكميتها".

في حين يقول أحمد إبراهيم، مواطن أردني، إنه لا بأس أن تكون هناك مطاعم عربية عديدة تتخذ الأردن لتقديم خدمتها، وأجود ما عندها من خدمات تضاهي جودة المطاعم الراقية، وهذا يشكل عاملاً إيجابياً بحد ذاته للسياحة المحلية، كما أنها تعد عاملاً جاذباً للسياحة، خاصة العربية.

- آثار سلبية على الصحة

ولا يخفي الطبيب عصام الأسعد الآثار السلبية على صحة الإنسان الناجمة عن الإسراف والإفراط في تناول الطعام والشراب؛ وأبرزها آلام المعدة وأمراض القولون وزيادة الدهون الثلاثية والكولسترول الضار، وأمراض القلب وارتفاع السكر في الدم ومضاعفاته الخطيرة، إلى جانب الشعور بالكسل والخمول والترهل؛ نتيجة زيادة كمية الطعام المقدمة على مائدة الإفطار والغنية دائماً باللحوم والزيوت، حاثاً في حديثه لـ"الخليج أونلاين" على "الاقتصاد في الطعام، والاكتفاء بما يساعد على المحافظة على الصحة، وأداء العبادات بهمة ونشاط