قراءة في شخصية ترامب
تتصدر تصريحات المرشح الجمهوري ترامب الصحافة العالمية, فهو في كل يوم يفجر قنبلة تثير الرأي العام وتطرح عدة تساؤلات حول شخصية هذا الرجل الذي لا يرقب في احد إلاًّ ولا ذمة , حيث بدأ هجمته الهوجاء على المسلمين في امريكا , ومطالبته بعدم السماح لهم بدخول امريكا , ومن ثم المكسيكيين , وتعهده في حال فوزه بأنه سيشيد جدارا على طول الحدود الامريكية المكسيكية لمنع الهجرة غير الشرعية , وادعائه أن المكسيك تبعث بالمغتصبين والمجرمين الى الولايات المتحدة , و كذلك مطالبتة بترحيل 11 مليون من المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة , واخيراّ وليس اخراً تهجمه على البابا فرنسيس وقوله إن البابا رجل مسيس جدا , وجاء هذا التصريح لترامب بعد ان قال البابا فرنسيس إن دونالد ترامب ، الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لا يمكن ان يكون مسيحيا لأن الذين يتكلمون عن تشييد الجدران بدل الجسور لا يمكن لهم ان يدعوا انهم مسيحيون .
القاريء لسيرة ترامب يدرك تماماً ان ترامب يعي ويقصد ما يقول , فهو انسان ذكي ومدير متميز , ومن يقرأ مؤلفاته التي تزيد على العشرة في الاقتصاد , والادارة , والتنمية البشرية , وحتى الرياضة , ومدى النفوذ المالي الذي وصل الية , بأدارته القوية , يدرك ان هذا الرجل ان تسيد الزعامة سيكون رقماً هاماَ وبارزاً , في من حكموا امريكا .
وانا استغرب حقيقةً استهجان الكثيرون من تصريحات ترامب , فكل ما فعله وغاير به من سبقوه , انه كان اكثرهم جرأة وواقعية في التعبير عن مشاعره الحقيقة , فهو ربما افتقر للدبلوماسية التي مارسها من سبقوة من زعماء امريكا , ليس جهلاً , وانما عن قصد .
فاذا كان ترامب يمارس العنصرية ويدعوا للارهاب الفكري والاقصاء للغير , فهذ كلها ممارسات قام بها من سبقوه .
فماذا نسمي دعم امريكا للكيان الصهيوني , وتزويده بالمال والعتاد , ليمارس عدوانه على شعب اعزل كل يوم , وماذا نسمي غزو امريكا للعراق وتفتيته ارباً , وسيطرتها على ثرواته , وقتل اكثر من مليون عربي مسلم , وماذا وماذا ...
في نهاية المطاف في دولة عظمى كأمريكا من يحكم الامور السياسة العامة للدولة , وليس شخص الرئيس , كما في عالمنا المتخلف .
فسواء جاء ترامب او كلينتون , او من جاء , فلن تتغير السياسة الخارجية الامريكية تبعاً لمن يدخل البيت الابيض , فهي محكومة بدستور ونظام سياسي متماسك , والرئيس مخول بتنفيذ السياسات المرسومة , وبجسب الصلاحيات المنوطه به فقط .
والمطلوب ان يصحوا عالمنا العربي من غفوته !