حسين الجغبير يكتب : ارحمونا وأوقفوا الطوفان!!! " هروب " خالد شاهين ... وصمة عار وجنحة فساد

أخبار البلد - حكايات مختلفة الأسانيد حول هروب خالد شاهين وتحتاج تلك الروايات لعلم جرح وتعديل خاصين لإثبات ثقة الرواة وناقلي متونها، فتارة يقال أنه شوهد في مطعم راق في لندن، وتارة شوهد في متجر هارودز الشهير.

ويطالعنا البخيت بقدرة الدولة على استرجاع شاهين, لافتا إلى (ضمانات) من بينها عدم السماح لأهله بالسفر والحجز على أمواله، متناسيا دولته حق حرية التنقل والترحال والسفر اللذين كفلهما الدستور للمواطن الأردني، ولمن لا يدرك مرامي الحديث وجوانب تأويله يكون السكوت دائما أفضل من الكلام فهذا التصريح الانفعالي والمصطنع والآني الذي لا يخدم أي هدف سوى محاولة عابثة للخروج من المأزق والفرار من المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومة ليس أكثر... نقل الأردن بأكمله إلى مستوى غير حقيقي من ممارسة قهر الحريات وانتهاك القوانين والأعراف الدولية لحقوق الإنسان والتي ينافح جلالة قائد الوطن ليثبت للعالم أجمع أن الأردن أكثر الدول التزاما وحفظا لكرامة الإنسان والمواطن الأردني على أراضيه وخارجها...

 

المحكوم خالد شاهين ما يزال, وفق القيود الرسمية, نزيلا في مركز الإصلاح والتأهيل, ولا وجود لأية أوراق تفيد بمغادرته البلاد، ومن أقل دلائل هذا الكلام، تستطيع أسرته وباختصار إثبات عدم مغادرة البلاد و بالتالي عدم وجود أي مبرر يمنع سفره إن كانوا موجودين أصلا داخل البلاد هذا من جانب...

ومن جانب آخر تستطيع عائلته اللجوء لمؤسسات دولية كالصليب الأحمر مثلا للمطالبة بمعلومات عن سجينها والذي تثبت سجلات حدودنا ومطاراتنا أنه لم يغادر البلاد بعد... فما الذي سيجري حينها وهل ستجدي الحذلقة وفنون الكلام المعسول والمداهن لحل الموقف... لا أظن ذلك!!!

الحكومة السابقة بكل عيوبها وسلبياتها وويلاتها رفضت مرارا الموافقة على سفر شاهين للعلاج خارج الأردن رغم تعرضها لضغوط من فوق – على حد زعم الراوي -  فبربكم أخبرونا ما الذي يحدث  وكم خطوة عدنا للوراء من خلال إصلاحكم المفتعل والمزعوم والذي شيدتم له أبراجا لا حقيقة لوجودها إلا في مخيلاتكم ؟؟!!

لو كان شاهين مريضا بحق؛ لتمنينا له الشفاء العاجل، فالأردنيون منذ الأزل يمدون يد العون لكل مريض وذي حاجة ولا يخذلون من يلوذ بهم، وخير شاهد على ذلك مركز الحسين للسرطان الذي حملت لبناته ثمن حليب أطفالنا وما جمعوه من مصروفهم وعيدياتهم وذهب نسائنا وعرق عمالنا ودم مغتربينا ولكن هذا كله جاء بإرادتنا وعزمنا وهمتنا ودعمنا لوطننا وقيادتنا...

أما أنتم فقد جانبتم كتاب التكليف السامي، وأخذتم على أنفسكم عهودا ومواثيق أمام الله ومن ثم أمام مليك الأمة وسيدها كما هو الحال أمام الشعب بمحاربة الفساد، وبعد مسيرة طويلة من الكفاح أثبتم وعن جدارة واستحقاق أنكم تحاربون من يحارب الفساد، وأن الفساد له جنوده وطغمته العابثة بمقدرات الوطن والشعب ومنحتموه الحق بالبقاء والحياة على حسابنا ليحتسي فنجان قهوة غادر على جثة أرزاقنا وأرزاق أطفالنا !!!

وعلى سبيل المثال لا الحصر فالأردنيون المكافحون إن أراد أحدهم قرضا بنكيا – ربويا محرما من حيث المبدأ – أرهقتم كاهله بطلب الضمانات والتأمينات والرهونات فإن كان قرضه لا يتجاوز الـ " 10 " آلاف دينار يجب أن يرهن حيا بأكمله ويحضر الحيّ المجاور كفلاء له شريطة أن يكونوا حكوميين أيضا، وكنا نبرر هذا بالحرص على أموال الوطن ومؤسساته، واليوم أدركنا بالفعل أن القانون لا يحمي المغفلين... فنحن إن لم نأمن وننام قريري العيون في وطننا فأين المفر...

و على الدفة الأخرى من المركب ها هو خالد شاهين يؤمن لعنوان الفساد الوطني شركة " موارد " تمويلا بقيمة 755 مليون دينار لمشروع الديسي، استلم منها عشرة ملايين حين توقيع العقد، وسيستلم الباقي بعد تحقيق الإغلاق المالي للمشروع، هذا بالإضافة إلى استلامه 15 مليون دولار كان قد استلمها مقابل توسطه في جذب قرض بقيمة 145 مليون دولار لعمل مباني القيادة العامة... هذا من شركة واحدة... من ملف واحد... ومن ثم تعجز "موارد" عن السداد مع أول قسطين لها فتسدد الحكومة التزاماتها...

يا الله أغثنا !!!

لا نقول سوى... هذا ما جنيناه بسكوتنا عنكم وصمتنا عليكم ... وما أورثتمونا من ديون وفساد لا حصر له ناءت به كواهلنا فعجزنا عن مواصلة المسير، فاجمعوا ما تبقى مما يمكن جمعه وترميمه ولعل الله تعالى يبعث الحياة في أركاننا من جديد !!!

أوقفوا بربكم هذا الطوفان الذي يوشك أن يغمرنا،،، وسندعو لكم الله الأ يأخذكم الطوفان أو يجتاحكم حتى لا ترزقوا أجر الشهادة،،، أما نحن فسنغرق ونموت لأننا وباختصار يا سادتي أردنيون حتى النخاع نغرق ولا نركب سفينة شاهين وأشباهه... لنكون في سبيل الله وأوطاننا شهداء وعلى جرم الفاسدين وحراس الفساد شهداء، فالشهيد في ديننا حضراتكم لا يمووووت..