ارادة الشباب ... وثقافة التغير!!!
يمثل الشباب في كل امة عمودها الفقري وقلبها النابض ويدها القوية التي تبني وتحمي ومخزون طاقتها المتدفق الذي يملأها حيوية ونشاطاً وهمزة الوصل التي تربط بين الحاضر والمستقبل .
ويعتبر الشباب وقوداً لحركات التغير في كل المجتمعات لما يتمتعون به من حماسة وذكاء العقل وحب التجديد ورفض التبعية والعرف التقليدي الا لمن كان صالحاً منتجاً معطاءاً ومنتمياً مخلصاً.
فالحاجة اليوم الى التغير نحو الأفضل لمواجهة التحديات واستغلال الفرص المتوفرة لبناء المستقبل بعد ان عجز عنه الكثيرون من القيادات السياسية والنيابية على مر الدورات النيابية السابقة فالثقافة هي التي تحدد هوية الأفراد وتميز مجتمع ما عن غيره من المجتمعات الاخرى وهي تحدد السلوك الافتراضي الذي ينبغي سلوكه اتجاه كافة مثيرات ومتغيرات الحياة فثقافة التغير تعتبر منظومة الافكار والقيم التي تؤسس لبناء اتجاهات ايجابية لأختيار قيادات مجتمعية منتجة مخلصة وفيه لقاعدتها الشعبية تعمل على تحقيق رقي للمجتمع فالشباب هم من يمتلكون ارادة التغير فهم من لديهم التفكير والابداع والابتكار من المهارات والقدرات ما يؤهله ليكون له دور مؤثر في المجتمع وقيادي ويساهم في دفع عجلة التنمية الى الامام ويجب ان لا يكونوا مهمشين وعلى الشباب ان يضعوا ثقتهم في الاشخاص الذين يعملون معهم وباتجاه تحقيق أمانيهم واحلامهم وطموحاتهم وعلى الشباب اختيار من جربوه فخدمهم وعمل على تحقيق التنمية لمجتمعهم لا من حسن وضعه المالي ودار ظهره لهم علماً بأن التغير للزعامات المجتمعية التقليدية سيقابله تضارب مع تلك القوى الرافضة للتغير والتي سادت سيطرتها على المجتمع لعقود طويلة دون ان تقدم غير التنظير فعلى الشباب معرفة الفوائد والمنافع التي ستعود عليهم وعلى مجتمعاتهم من الأمر الجديد وهو تغير القوى السياسية التقليدية الغير منتجة والتي لا تعرف سوى شراء الانفس بالمال السياسي.
اما حينما تسيطر ثقافة التقليد والتبعية على ذهنية مجتمع ما يصبح التغير جنيناً مشوهاً لذلك ومن اجل وضع الحركات الاصلاحية التغيرية في اعتبارها لمجتمع ما لا بد من صياغة التحدي وعرض السائد المتبع كمقدمة منطقية لعجزهم عن الانجاز والعطاء وان يتفهموا اصحاب القرار بأهمية صناعة التغير لأن الحركة الدائمة والمستمرة هما الطابع الاساسي للوجود والتغير يكفل التأقلم مع الزمن وما يجري فيه من تغيرات والناس لا ينزلون الى النهر مرتين ذلك لأن مياهه تتجدد في كل لحظة في طريقها من المنبع الى المصب والدول المتقدمة والمتحضرة تقدس فكرة التغير وترفض فكرة الثبات وعلى الشباب تخطي مرحلة الخوف من التغير والخوف من مواجهة موقف جديد والخوف من الاخطاء فالاخطاء ليست فشلاً بل تحولاً لاتجاه جديد ونتائج جديدة نحو الأفضل والتغير يحمل معه دائماً ملامح الابداع ومهارات التفوق في التعامل مع التغير والسيطرة على العواطف الداخلية من اجل تحقيق التغير ليكون ذو مضمون أكثر منه ذو شكل لذلك فان التغير يعتبر نسق منظم من الجهود البشرية نحو مواجهة القيود والمحددات القائمة لازالتها والتأثير عليها من أجل تحقيق العديد من المصالح تتم مع ارساء نظم جديدة لتحقيق التنمية الحقيقية والابداع في الانجاز والابتكار وهو يعني ايضاً ذلك الجهد الذي يهدف الى احداث اصلاح في جميع جوانب ومجالات العمل بجهد تعاوني لخدمة المجتمع وهو عملية انتقال من المألوف الى غير المألوف للتعامل مع المعطيات الحديثة والمتطورة لتنمية المجتمع ومن هنا يمكن القول بأن على القيادات السياسية والمجتمعية ان تدرك مدى الحاجة للتغير من اجل المستقبل ولاعطاء فرصة للشباب لاثبات موجوديتهم ومكانتهم في المجتمع ولمواجهة التحديات العصرية الجديدة وان لا تبقى المواقع القيادية في المجتمع حكراً على فئة دون سواها .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com