الشباب.. بين آيسكريم الطموح وسيارة الفشل

قصة الآيسكريم والسيارة معروفة قصة عند «جنرال موتورز» وأحد عملائها، إذ راسلهم في أحد الأيام قائلاً: «أعزائي جنرال موتورز، عندما أشتري آيسكريم الفانيليا لا تعمل السيارة التي اشتريتها منكم، وعندما أشتري أي نوع آخر أجدها تعمل»!

 

 

فتواصلت الشركة معه ووجدوا أن ما يقوله صحيح، وخلال الفحص والبحث والتحري اكتشفوا أن قسم آيسكريم الفانيليا يقع في مقدم السوبرماركت، وقريباً لمواقف السيارات وسريع البيع والشراء، ما يجعله يرجع إلى السيارة في مدة قصيرة، وهنا تكمن المشكلة.

 

 

فالمحرك لا يعمل إلا بعد مدة من إطفائه، أما أي نوع آيسكريم آخر فيكون موقع قسمه في مؤخرة السوبرماركت، وعندما يذهب ويشتري منه ويرجع لسيارته يكون استغرق المحرك الوقت المناسب كي يعمل مرة أخرى.

 

 

ومن خلال هذه القصة نستطيع أن نقول للشاب السعودي اخجل من شغفك بآيسكريم الطموح، وأنت لم تكتشف أعطال سيارة الفشل، اخجل من جعل آيسكريم الطموح غاية وأنت تتخذ سيارة الفشل وسيلة، ابحث عن طموحات متعددة الأنواع، ولا تسجن خيالك في طموح محدد، إن لم ينجح جعلت من أوقاتك وأفكارك إحباطات تتسكع معك على سيارة الفشل، وجعلت من إيماءاتك رقصاً بارعاً على موسيقى التهكم ونشازها، وجعلت واقعك مسحوراً بأكذوبة قلة الفرص، وتحميل المجتمع ومؤسسات الدولة ذنب طموحك، الآيسكريم بنكهة الفانيليا. لذلك، أطلب منك لحظة صمت، فالسكوت من ذهب، واجعل جوارحك تعمل جميعها ما عدا لسانك المحبط، اجعلها تعمل على اقتناص فرص الطموح، واجعل لعينك جهاز مراقبة عالي الحساسية لرؤية الناجحين من أبناء مجتمعنا السعودي، أو حتى الوافدين إلى الوطن الغني بالفرص في كل مجال واتجاه.

 

 

اجعل لأذنك التقاطات جيدة لأصوات الناجحين في الملتقيات والندوات والمجالس، اجعل لجميع جوارحك آفاقاً متعددة في التفاؤل وتطوير الذات، اجعل ابتسامتك أكثر ابتهاجاً في لحظة الفشل، فهي تجربة ودرس نجاح مقبل وطموح سيتحقق، وأنا أعلم أن التنظير في العادة غير الواقع، ولكن أنا لا أنظر، أنا أرى وأسمع وأتلمس نجاحات لشباب سعوديين لم يبدأوا وهم أبناء مال وجاه، بل بدأوا من الصفر ومن خلال آيسكريم الطموح متعدد الأنواع، ولم يقبلوا سيارة الفشل، بل اكتشفوا أعطال محركها، وأول عطل هو (أنت)، نعم أنت، فإن لم تكن المحرك الناجح متعدد الطموح وكبير الآمال والصبور بمعنى كلمة الصبر فلن تحقق النجاح في وطن متعدد الفرص، خصوصاً في قطاع الأعمال والمشاريع الناشئة، واعلم أن النجاح محقق في مجتمع واضح المعالم غني بمكتسباته التعليمية والتاريخية والاقتصادية والسياحية.

 

 

افعل الغريب المميز الناجح، ولا تفعل المكرر المستهلك، حتى وإن رأيت نجاحه لدى غيرك.

 

 

عزيزي الشاب السعودي، أنت ثروة حقيقية للوطن، ولكن من خلال ما تصنع لوطنك ومجتمعك، فلنتفق أنا وأنت على أن نقول للوطن نحن من فكر وخطط وصنع ونجح، وأتمنى ألا يغرينك آيسكريم الفانيليا (أبو ريال).