نعم من الضروري أن يعرف الناس بأن الحكومة غير قادرة على حل ذلك الحجم من الأزمات وخاصة تلك التي لا نتحكم بها من ناحية ، وتؤثر علينا من ناحية أخرى ، فعلى سبيل المثال تشكل الحروب الدائرة في العراق وسوريا بشكل خاص أحد أهم وأخطر معوقات نهوض اقتصادنا الوطني، نظرا لما يترتب عليها من أعباء مالية لحماية الحدود ، والتصدي للمنظمات الإرهابية التي تمتلك قوة عسكرية قد توازي قدرة الجيوش الرسمية، فضلا عن تأثر عمليات الاستيراد والتصدير، والمشروعات المشتركة ، وغيره الكثير ، فهل تستطيع الحكومة أن تغير في هذا الواقع شيئا، سوى السعي لمعالجة تلك الآثار السلبية على الاقتصاد الوطني ؟
وماذا عن واقع الاقتصاد العالمي ، الذي تتفاقم كوارثه ، وتتراجع فرص تعافيه من أسواق تغرق في الديون ، وتدهور في العملات ، وتباطؤ في النمو ، وها هي أهم وأكبر المجلات العالمية المتخصصة تضع عناوينها وبالقلم العريض « الاقتصاد العالمي خالي الوفاض من الذخيرة المالية « وتضيف « عاصفة على وشك أن تهب على اقتصاد العالم، هل يستطيع أحد وقف انهيار قادم ؟»
 نحن إذن نواجه واقعا محليا وإقليميا وعالميا سيئا ، وأي تحسن يجب أن يمر بصورة أو أخرى عبر تلك الثلاثية ، ولذلك فإن أفضل ما نفعله أمام هذا الوضع أن نعمل كثيرا ونتكلم قليلا ، وعلى الحكومة أن تقترب من الناس في أقوالها وأفعالها ، فإذا ما عجزت عن تحقيق شيء ما ، تقدم لهم الأسباب الموضوعية ، وتطلب منهم المزيد من الصبر ، وإذا أنجزت شيئا تشعرهم به ، وتدعوهم إلى معرفته وانتظار ثماره ، أما أن تتحول أزماتنا الحقيقية إلى ندوات ثقافية ، ووجهات نظر فردية ، وفصاحة ليست في مكانها  فذلك مجرد ضجيج صار يستفزنا جميعا !