هاني الملقي ونابليون والمستحيلات

أخبار البلد - 

الناظر إلى ما تضمنه البرنامج الحكومي الأردني الطموح الذي تقدمت به حكومة هاني الملقي إلى الملك عبد الله الثاني، يصاب بالصدمة لجملة من الاسباب:

الأول: لطالما جادل اقتصايون بأن لدى الأردن من القدرات ما يؤهله لاعادة تصحيح وضعه الاقتصادي بل والقفز إلى أمام، إذا اوقفت عقلية " الجباية" التي انتهجتها حكومات، وانتقلنا الى التركيز على استنهاض الهمم والعمل الجاد. وللاسف ان مسؤولين حكوميين كانوا لسنوات يعقتدون ويعتنقون عكس هذا الرأي.

الثاني: ان البرنامج ليس جديداً، لكنه اتى بافكار بعضها مبعثر في سجلات حكومات سابقة، لم تتخذ اي اجراء تجاه تحويلها الى واقع وتذرعت بالعقبات.

الثالث: البرنامج طموح، ولا يمكن تحقيقه خلال بضعة اشهر هي عمر الحكومة الافتراضي حتى انتخاب مجلس النواب، بل يحتاج الى سنوات، وثمة من غمز من قناة الحكومة بانها انما تقدمت بهذا البرنامج بالذات في مسعى منها لضمان استمرارتها لاربع سنوات!.

الرابع: على الرغم من الطموح الكبير الذي يتضمنه البرنامج، الا ان المخاوف من عثرات وعقبات تبرز ايضاً، لذا يقول خبراء ان العبرة في التنفيذ وليس في الكلام، مكتوبا كان او غير مكتوب.

الخامس: البرنامج يستند الى تفعيل العمل الحكومي وممارسته لصلاحياته واشرافه ورقابته ، فهل سيهسل احداث التغيير من الروتين الى الديناميكية المطلوبة، وما هي الجهة التي ستشرف على احداث التغيير؟.

يبقى ان البرنامج يتضمن اصلاحات تشريعية وتعديل قوانين، وهو امر نسمع به منذ اطلاق الاصلاحات الاقتصادية الكبرى منتصف التسعينيات.. بيد ان العبرة وهي مطلوبة هنا ايضاً وبقوة، ليست في النصوص ولكن في النفوس.

مع امنياتي للحكومة بأن تحقق ما ظن " حكوميون" قبلها انه مستحيل.. دون ان يحركوا ساكناً، ونسوا ما قاله نابليون، غداة سئل: اين يقيم المستحيل؟ فأجاب: في احلام الضعفاء. أما العرب فقالت ان المستحيلات ثلاثة.. جميعها خرافات! بما فيها " الخل الوفي".