أبوعنتر يولول:لله يا محسنين!

أبوعنتر يولول:لله يا محسنين!

بقلم:مهدي جرادات

لايخفى على شعبنا العربي المناضل بأنّ سلطة أوسلو مكروهة من كلّ الأنظمة،فإذا علمنا إذا كان بينها وبين أي نظام في العالم أي شهر عسل،فعندئذ نقول أنّها تبادلت الأدوار وتكشفت عن ساقيها،وهطلت المصالح الشيطانية عليها من كلّ الجوانب،فعاشت برفاهية ودلال بعيداً عن الشعب الفلسطيني المعزول عن هذا العالم.وعلى هذا الأساس تشترك كلّ الأنظمة في تلك الكعكة وتبتدع أعمال البلطجة والزّعرنة بحق شعوبها وذلك ليتناسوا قضية فلسطين المركزية"حق العودة والقدس".

الحاج أوسلو بدأ يترنّح وإقترب مخاضه بعد إنجابه لنا أنثى غير شرعية فرضت علينا غصباً،ومازلت أنعتها بالمقولة التالية:"سلطة أضاعت الأرض وباعت العرض وتركت الفرض وأصبحت تعيش على القرض" يعني بلا قافية الشحادة.

هاهما الثنائي"أبومازن وأبو عنتر" بعدما تلقّيا الضوء الأخضر من سيّدهما أوباما يسارعان إلى توقيع بما يسمّى"المصالحة الوطنية الفلسطينية" في القاهرة في الرابع من أيار الحالي،وما أكثرهم الّذين خرجو بمسيرات مشتركة بين حركتي حماس وفتح للفرح بهذه المصالحة .

لست متشائماً من هذه المصالحة ويحق لنا الفرح ،ولكن لايحق لهم أن يفرضوا علينا العاطفة لأنّها أداة إجرامية يستطيع جميع عتاولة أركان النضال السياسي أن يتفنّن بها.ولهذا فإذا علمنا أن المتصارعين هما فتح وحماس،فلماذا ذهبت بقية الفصائل الفلسطينية وعددها ثلاثة عشر للتوقيع على تلك المصالحة وهذا بالعلم أنّها فصائل فالصو وأنتيكا.

ومن منطلق حرصي على الوحدة الوطنية الفلسطينية فإسمحوا لي أن أدعوها بوثيقة المصالح وليس المصالحة،وأقصد بها ليست المصالح الّتي تدخل في عالم الشخصنة والبزنس وإن كانت ذلك،بل المقصود بها هي لغة جدّاتنا الفلسطينيات اللاّتي يطلقهنّ على "المكانس" أجلّكم الله.ومن هنا نعني بهذا هو كنس الشعب الفلسطيني من أوّله من آخره وذلك وفق خطّة صهيوأميركية تهدف إلى إلهاء شعبنا المناضل بمسرحية الوحدة الوطنية المكشوفة بين شعبي رام الله بالإشارة إلى حركة فتح وبين شعب قطاع غزّة بالإشارة إلى حركة حماس،وذلك بهدف تمرير مشروع قذر إسمه "التوطين" وعلى عينك ياتاجر.

لأوّل مرّة يادولة د.معروف البخيت أدعوك بالمناضل والثوري في آن واحد،وذلك بعد خروجك عن صمتك وإدلائك بتصريح حقاً أنّك أبكيت فيه الملايين من شعبنا لتقول"أنّ الأردن لن يسمح لأي كان بأن يحتكر بتمثيل ملف اللاّجئين،وإنّ اللاّجئين الفلسطينيين في غالبيتهم جزء من الدّولة الأردنية،وأنّ القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن ليست ولايجوز أن تكون مجرّد قضية قومية عادلة،وحسب وإنّما هي بالدّرجة الأولى قضية أمن وطني أردني يرتبط بحلّها عدد من الملفات التي تشكل أولوية داخلية وسياسية أردنية،وفي مقدّمتها القدس واللاّجئون".

يادولة الرّئيس:بتصريحك هذا ليس أنّك ثوّرت شعبنا فحسب بل شعرت بأنّك سلطي أصيل نابع من غيرتك على أهلنا في فلسطين،بل قومي تفترش خيمتك على جبال السّلط لتطلّ على شقيقتها نابلس.وكأنّك بدأت تنتهج صحوة الشهيد وصفي التل رحمه الله.ونعلم يا دولتك بأنّ تصريحك جاء متأخراً،ولكن لو سألتك بصراحة: متى سيحين ذلك اليوم الّذي ستستلم به الأردن الضفّة الغربية وتريحنا من عصابات أوسلو المصبوغة بوطنية فاسدة؟ أتستطيع أن تكون صادقاً معي وتقول متى يأتي ذلك الوقت؟ ولكن في نفس الوقت كيف سيتحقّق ذلك وذئاب السياسة تفترس الإنسان وتحطّ من كرامته؟

وعلى هذا الأساس يقتضي على المرء أن يدرك أن مشاريع الترانسفير قادمة،ولنبارك لكلّ يد تصفّق لمن يؤيّد حق العودة والتعويض،ولنقطع كلّ يد تدعو أو تطالب بالتعويض فقط..ولهذا فلنقول فليخسأ أبوعنتر وأفلامه المسعورة!

بالأمس يستقبل أبوعنتر مسوؤل فرنسي ويشحد 10 مليون يورو دون حياء ولاوجل،جاء ذلك في نفس الوقت الّذي زار به الإرهابي النّتن اليهودي ساركوزي رئيس فرنسا ،وذلك بحجّة تسديد رواتب الغلابى والمقهورين من أبناء شعبنا،فالصّهاينة جمّدوا عشرات الملايين من الدولارات من أموال الضّريبة التي جمعت تحت الجلد والوعيد من أبناء شعبنا الجائع،ورجل  البنك الدولي يتحجّج أنّ السلطة ستفلس فدعينا عليها فقلنا آمين ياربّ العالمين!

يريد أبوعنتر أن يوهمنا أنّه ليس بقادر أن يلبي رغبات شعبنا، ولكن بصورة أو بأخرى ولو عقدت إتفاقات سريّة بين السلطة الفاسدة والبنك الدولي من أجل تعويض الّذين طردوا من أرضهم ظلماً وبهتاناً،عندئذ لأمر البنك الدولي بصرف كلّ التعويضات وأعفى سلطة أبوعنتر من الضرائب،ولكن الآن لأنّ الشعب الفلسطيني جائع يريد أن يغطّي مصاريف معيشته وقوت يومه فيقولون متبجحين:لله يامحسنين!هذا طالما كون أبوعنتر كومبارس أوباما في رام الله تارة ومازال يحتفظ بخزينة الأموال التي تأتيها بالشحادة وبطرق ميسّرة تارة أخرى.وعلى هذا الأساس يعني هذا من كلّ ماقيل أنّ الماسونية تتغلغل في فلسطين وترعى وتطبّق جميع المرتكزات الصّهيونية والواسطة في هذا البنك الدولي المعهّر.وأعتقد أنّ ذلك الأسلوب هو أسلوب ماسوني لخنق الشعب الفلسطيني بكلّ مكوناته من أجل تمرير مشروع التوطين لا أقل ولا أكثر.

لقد سألني أحد الأصدقاء ذات يوم وقال لي لي بلوعة وحسرة قائلاً:"طالما أنّ هناك ثورات شعبية عربية عارمة، لماذا الشعب الفلسطيني لايثور الآن ويختار ذلك التوقيت الّذي نحن فيه؟

فأخذت أضحك وأنا بأشدّ التألم من سؤاله فقلت له ياصديقي هناك ثلاثة أسباب تدعونا لأن لايثور ذلك الشعب فقلت له التالي:

*أنّ سلطة أوسلو تشتري ضمائر الحركات الوطنية الفلسطينية وتجلسهم في كينونات وخاصةً هؤلاء الّذين يسمون أنفسهم أعضاء لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء مجلس وطني وأعضاء مجلس ثوري وأعضاء لجنة مركزية وأعضاء مكتب تنفيذي وأعضاء شبيبة عاملة وأعضاء مؤازرة وبلا قافية أعضاء تناتسلية كما يحلو لها.

*أنّ الصّهاينة سيجتاحون القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية وبالتنسيق مع سلطة أبوعنتر من أجل كبح جماح الثورة المعهودة .

*إنّ الشعب الفلسطيني ياصديقي مشكلته أنّ يتغنّى بالعاطفة وهو فصائلي،ولكن بنفس الوقت معظم المنخرطين في أجهزة أمن أوسلو يتلقون معلومات تفصيلية عن تلك التنظيمات الوطنية الفلسطينية من مصادر مستقلة عشائرياً،فإّذاعلمت أنّ العشائر في محافظتي نابلس والخليل على سبيل المثال هم يعملون لصالح الأجهزة الأمنية الفلسطينية ولايستطيعون في حال من الأحوال رفض أي طلبات أمنية تطلب لهم أي بمعنى أو بآخر أنّ تلك المحافظتين كنزين أمنيين ثمينين لسلطة أوسلو، ولهذا إذا لاحظت أنّ معظم الذين كانوا يحاولون تنفيذ العمليات الفدائية والإستشهادية والتي أحبطت من قبل الصّهاينة وبدعم من أجهزة أمن أوسلو في
إنتفاضة الأقصى كانوا من أبناء تلك المحافظتين،ولهذا العشائر المتنفّذة لها دورفي تعزيز نظرية ذلك الأمن المغشوش.ولهذا صرخت بألم:من أين إذاً ستنطلق الثورة التي تنشد لها؟.

ولاتنسى يا صديقي:أن أجهزة أمن الحاج أوسلو سلّمت آلاف الشرفاء للصّهاينة وإخترعت لنا مايسمّى"يوم الأسير الفلسطيني" وذلك ليذلوا به الأم الفلسطينية عقاباً لها بأن لاتبعث إبنها لساحات الوغى وهذا طلب صهيوني مبرمج.

ولهذا أدعوك بأن لاتبكي لأنّ بكاء المناضل عسل يرتوي برائحة زكية ليتوق بها إلى القدس والحنين إلى الأرض الحرّة.

وإذا علمت ياصديقي بأنّ وظيفة السفارات الفلسطينية في العالم هي تتعلق بتوكيل وكالات لتمرير شوؤن الأراضي في الضفة الغربية ،وأن تعلم سلطة أوسلو بعدد الأحياء والأموات الذين يموتون يومياً من شعبنا ،ولكن لا تخدعك صورة المسجد الأقصى الذي تفاوض عليه الخائن أعوج عريقات في مكتب السفير فهي للإستهلاك والتوريط.

وقلت له أتعلم لماذا إختار أبوعنتر شهر أيلول القادم موعداً لقيام دولتنا التي ستقوم على الشحادة وعلى قاعدة كيف تتسوّل بخلال 100 يوم من دون معلّم على أبواب الجوامع والكنائس؟

حيث أجبت:إنّ شهر أيلول هو يرمز إلى الرقم 9 وهذا الرّقم المفضّل عند الماسونية ..فهنيئاً لكم أيّها الشعب!

وسأهديك يا أبوعنتر أبيات شعرية تتعلق بمهنتك الغالية أصول الشّحادة،حيث يقول شاعرنا:

قالوا احذروا جاءتكمُ (الشحّادَة)
ولئن أتت لن تسلموا
ياسادَةْ
إتخذت بيوت الله دار مقـامها
لكنْ تراها للقرى
مرتادة
وضعوا الموائدَ كالجبالِ تخالها
تكفي لجيشٍ
جاعَ فيه القادَة
وتكـالبتْ أيدٍ يُرى بأكفهــا
أثرُ النعيمِ
رياضة و ريادَة
قامتْ تلملمُ صرةً من فضلِ ما
تركَ
اللئامُ وأورثوهُ إبادة
ومضتْ وصرتها أقلُ من
الذي
جاءتْ به والعزمُ فيه زيادَة

فأتتْ تمدُ إلى
الغريبِ حنانها
والكفُّ يحملُ بلسماً وضمادَة
إني تبعتكِ مذ
تركتِ وليمة
فيها الأفاضلُ منزلاً وسيادَة

هذي مطلقة وتلك
ترمـّلتْ
لاتملكانِ إذا نظرت وسادَة

أما العجوزُ فلا قريبَ
يعيلها
وكذا الضريرُ أخصّهُ بعيادَة
كلٌ سعى والله قدّرَ
ماانقضى
وبما قضى أرزاقهم منقادَة
أوليسَ في علمِ الحكيمِ
مقدرٌ
أن يزرعَ الفلاحُ رزقَ جرادَة
والله يرفعُ من يريدُ
متى يشا
ويحطهُ بمشيئةٍ وإرادَة
واسألْ كبيرَهمُ الذي
بذلَ القِرى
عن والديهِ فأمهُ (الشحّادَة
(
email:jaradat_mehdi@yahoo.com