«فض اعتصام ذيبان»

اخبار البلد-


عمر عياصره 


 
قيام الجهات الرسمية بفض اعتصام شباب ذيبان المطالبين بحقهم الدستوري في العمل، لم يكن موفقا، فالاجدى كان تفهم مما يريد هؤلاء وتقديم المساعدة الممكنة لهم.
قد اتفهم طغيان المقاربة الامنية اثناء التعامل مع الجماعات المتشددة، مع مطالبتي بحتمية اللغة الثقافية، لكن ان يتم التعامل مع مطالبين بعمل بذات الطريقة، فهذا قصور في الفهم وضيق صدر غير محمود.
المنطق – ببساطة – يقول ان الحكومة التي تعجز عن تقديم فرص عمل مناسبة وكافية لأبنائها، يجب عليها ان تراعي مزاجهم وتوترهم وقسوة الطريقة التي يطالبون بها في حقوقهم.
نعم البطالة مشكلة تتفاقم بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة، والى اليوم لا حلول جدية لها باستثناء ما يكتب في كتب التكليف او رسائل الرد عليها.
الى اليوم نفتقر الى فريق اقتصادي قادر على فهم تحولات مجتمعنا وحجم احتقانه، فلا زلنا متيمين بمحاسبين يجيدون لعبة الارقام الصماء دون فهم للنفوس الغاضبة والمتغيرة.
اعتصام ذيبان كان الاجدر بالدولة التعامل معه كعينة ممثلة لمطالب «المتعطلين من العمل»، فحين يبني هؤلاء خيمتهم ويطالبون بحقهم فهذه رسالة ان الضيق بلغ مبلغا يتحتم عليه اجتراح الحلول.
اما سؤال: لماذا تضيق الحكومة ذرعا بمطالبات هؤلاء الشباب؟ فالاجابة لأنهم يكشفون عجزها، ويظهرون انهم ليسوا مجرد ارقام بل هم بشر يعلنون غضبهم.
ما جرى في ذيبان يشعرنا بحجم حالة الانكار التي تعيشها الحكومات تجاه قضايا الناس، فالحكمة ان لا نضع رؤوسنا في الرمال، والا كانت العواقب وخيمة.