استحواذ مستثمرين إماراتيين على أمريكانا بعد مفاوضات ماراثونية

اخبار البلد-

 
استحوذت مجموعة أدبتيو، التي يقودها رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، على حصة مجموعة الخرافي الكويتية في شركة أمريكانا للأغذية، في صفقة تبلغ قيمتها 2.4 مليار دولار.

وقال العبار الذي يرأس مجلس إدارة شركة إعمار للمشاريع العقارية أيضا، إنه يتطلع قدما للبناء على النجاحات التي حققتها شركة أمريكانا والاستفادة من النمو المحتمل في قطاع صناعة الأغذية.

ويشير حماس المستثمرين الإماراتيين لإتمام الصفقة على رهان كبير لتوسيع نشاط أمريكانا لتصبح من أكبر الشركات الغذائية في العالم.

وتبدو انعكاسات الصفقة على الإمارات كبيرة جدا، حيت تمتد أسواقها حاليا إلى جميع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتوقع خبراء أن تتوسع في في السنوات المقبلة لتصل إلى أسواق أكثر من 1.2 مليار عربي ومسلم.

وتملك الشركة أكثر من 1690 نقطة بيع وتوظف أكثر من 63 ألف شخص في المنطقة العربية، كما أن لديها 17 مصنعا في المنطقة وخارجها. وتزيد مبيعاتها السنوية على 3.2 مليار دولار حيث تتواجد في 105 مدن حول العالم.

وعلق العبار على الصفقة قائلا "تعد أمريكانا مجموعة مميزة بلا شك وذات تاريخ ناجح وطويل، ويسعدنا الحصول على فرصة نسعى من خلالها إلى نكون جزءا من هذا الإرث الذي قامت أمريكانا ببنائه خلال العقود الخمسة الماضية”.


وقال الرئيس التنفيذي لمجوعة الخرافي، لـؤي جاسـم الخرافي "ليس لدينـا أدنى شك في أن أمريكانا ستصل بقيـادة العبـار إلى آفـاق جديدة بصفتهـا المجمـوعه الرائده في مجال الأغذية والمطاعم في المنطقة”. ويـرى محللون أن البنوك الكـويتية قـد تكـون الـرابـح الأكبر من هذه الصفقـة التي تقـدر قيمتها بنحـو 2.4 مليـون دولار، لأن مجمـوعة الخرافي تدين لعدد من البنوك الكويتية بمليـارات الـدولارات، ومـن المؤكـد أنهـا سوف تستخـدم أمـوال الصفقـة في سـداد هـذه الديون.

ولا توجد أرقام دقيقة للديون المستحقة على مجموعة الخرافي وهي واحدة من أكبر مجموعات المال والأعمال في منطقة الخليج، لكن مصدرا قريبا من المجموعة قال لرويترز أمس الأحد إن هذه الديون تقدر بنحو 6 مليارات دولار.

وأعلنت شركة أدبتيو ومجموعة الخير للأسهم والعقارات الذراع الاستثمارية لمجموعة الخرافي في بيانين منفصلين، توقيع اتفاق ملزم لبيع حصة الأغلبية التي تملكها مجموعة الخرافي في أمريكانا وقدرها 69 بالمئة بعلاوة سعرية تبلغ 26 بالمئة فوق آخر سعر للسهم في البورصة.

وتتوج هذه الصفقة واحدة من أطول مساعي الاستحواذ في المنطقة حيث كانت حصة المجموعة في أمريكانا، التي تملك امتياز الشرق الأوسط لسلسلة مطاعم دجاج كنتاكي وبيتزا هت وتنتج الأغذية تحت علامتها التجارية، معروضة للبيع منذ أوائل عام 2014.

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه إن أمريكانا "هي أفضل أصل من الأصول المدرجة للمجموعة.. ولو أن المجموعة ليس عليها ضغوط من البنوك لما تم البيع أصلا”.

وإلى جانب أمريكانا فإن مجموعة الخير تمتلك حصصا في عدد من الشركات المدرجة في بورصة الكويت ومنها زين للاتصالات المتنقلة ومجموعة الصناعات الوطنية وشركة الاستثمارات الوطنية وشركة الخليج للكابلات وشركة الساحل للتنمية والاستثمار وشركة المال للاستثمار والشركة الأولى للاستثمار.

وتملك مجموعة الخرافي أيضا العديد من الشركات الأخرى غير المدرجة في البورصة ومن أهمها شركة الخرافي ناشيونال التي وقعت في مايو الماضي مع شريكتها شركة ليماك التركية عقد بناء مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت بكلفة إجمالية قدرها 4.3 مليار دولار.

 

وتوقع المصدر أن يتم سداد جميع الأموال المحصلة من الصفقة للبنوك "دون استثناء”. لكنه أوضح أن المبالغ المستحقة على المجموعة "ليست مطلوبة كلها الآن” كما أن الديون تقابلهـا أصـول معـروفة ومدرجـة في الأسواق.

وقال إن البنوك ستكون "هي المستفيد الأكبر من الصفقة.. ما كان يؤرق البنوك هو المخصصات الاحترازية التي تجنبها البنوك مقابل الديون المشكوك فيها، وهذه الصفقة ستعالج موضوع المخصصات”.

واعتادت البنوك الكويتية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 تجنيب مخصصات احترازية كبيرة مقابل الديون المشكوك في تحصليها وهو ما أثر سلبا على أرباحها في وقت تكافح فيه هذه البنوك من أجل الوفاء بمتطلبات اتفاقية بازل3.

لكن ناصر النفيسي مدير مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية قال إن هذه الصفقة لن تسدد سوى أكثر من ثلث ديون مجموعة الخرافي للبنوك ما يجعل البنوك دائنة للمجموعة بمزيد من الأموال.

ويرى النفيسي أن البنوك الدائنة ربما لعبت دورا مهما في ترتيبها ولا سيما أن أسهم حصة الخرافي في أمريكانا ليست حرة وإنما هي مرهونة لتلك البنوك.

وقال فؤاد عبدالرحمن الهدلق الرئيس التنفيذي لشركة الفارابي للاستثمار إن سداد قروض مجموعة الخرافي سيفتح الباب أمام تحرير الكثير من المخصصات التي تم أخذها مقابل انكشافات البنوك على المجموعة معتبرا أن كل البنوك الكويتية سوف تستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من هذه الصفقة. ولم يستبعد الهدلق مشاركة عدد من البنوك الكويتية في عملية التمويل.