يوم « التنمية» المفتوح.. والوزيرة على المنصة!



من يقرأ تقرير الزميلة هديل الدسوقي حول شكاوى الفقراء والمعاقين وذوي الحاجة أمام وزيرة التنمية الجديدة خولة العرموطي، يدرك ان الوزيرة « ورطت» نفسها.. في اليوم المفتوح كل ثلاثاء، وأن مشاكل الناس وحاجاتهم وجوعهم وفقرهم وقلة حيلتهم، أكبر من امكانيات الوزارة.. وبازدياد.

والأنكى أن الاعداد التي حضرت أمس الى مسرح الوزارة لتشكو حالها للوزيرة الجالسة على المنصة.. ستكون في اليوم التالي أكثر، تتغير الوجوه لكن المشاكل هي هي، بل أشد وطأة إذ يتسع الرتق، ولامناص.. أو حل يسهم في تخفيف معاناة الناس.
الفقر في بلدي نتاج سياسات وتراكمات وقعود عن اجتراح الحلول الخلاقة التي يمكن ان تسهم في حل جزء من مشاكل الفقراء، ولا يمكن اليوم القول إن هناك توجها لا يجاد حلول لأزماتهم، بقدر أن ما تفعله الوزارة وجيوش من الجمعيات والمنظمات، لا يتعدى إدارة الازمة، كون الأزمة برأيهم أكبر من ان تحل، عبر تقديم المساعدات والهبات والعطايا، التي اعتاد فقراء عليها.. ويزداون اعتماداً، رغم قلة ما هو معتمد في الميزانيات لهذه الغاية، وتقليص المعونات.
حتى الآن تستخدم وسائل قديمة وغير مجدية في محاولة التصدي للفقر، ولا تتقدم الوزارة ومشاركوها في العمل بهذا الصدد، بأي خطط لحل مشاكل « بعض الفقراء جذريا، اقتداء بالمثل الصيني» لا تعطه سمكة.. ولكن علمه كيف يصيد».
لسنوات طويلة بل لعقود تعاقب على الوزارة وزراء بعضهم متحمس للعمل، لم يلبثوا ان سقطوا في الروتين الذي يكسر الابداع، وآخرون أرادوها «وجاهة» فحظوا بها، ولم يقدموا او حتى يحاولوا حل مشكلات الناس التي ترتبط ارتباطا جذريا بالوزارة. واحسب ان الوزيرة العرموطي من الوزراء المتحمسين، ويتعين عليها ان تقرر «اي منظار تنظر به الى مشكلات الناس، وكيف تتعامل معها». ولا أحسب ان سياسة اليوم المفتوح ستنجح او تدوم، كون الضغط سيكون اكبر من قدرة الوزيرة على التصرف.
وزارة التنمية، من اسمها، كان ينبغي ان تعمل على تنمية المجتمع، لا ان تتحول الى وزارة للاحسان والتسول، فهل تحدث العرموطي التحول المأمول