أحلام مغترب
أحلام مغترب أسم لعرض مسرحي تم تقديمه في مسرح مركز الأمير الحسين بن عبد الله الثاني الثقافي ، عن نص كتبه يوسف الشمّري , وأخرجه وعد سالم ، ويتحدّث العرض عن السلوكيات السيّئة التي يمارسها بعض أفراد المجتمع وتنغّص حياة معظم الناس الذين يحافظون على السلوك الصحيح في تعاملاتهم مع الآخرين وفي الحفاظ على مدينتهم ووطنهم ، والنص مكتوب بناء على خطّة ينتهجها مركز صناع المستقبل لوضع اليد على هذه السلوكيّات السيئة ومحاولة إيجاد الحلول لها بطرق حديثة يمكن من خلالها بيان المشكلة واقتراح الحلول لها ، ومن أهم هذه الطرق عرضها على المسرح بحضور الفئات المستهدفة كلّها وأهمها فئة صغار السن واليافعين ، ومن ثمّ اشراك الحضور في مناقشة ما دار في العرض المسرحي .
تدور الأحداث حول مغترب يعود الى بلدته بعد سنوات طويلة في الغربة وكان يحلم أن يرى وطنه الأصلي من أفضل دول العالم في احترام القوانين والأنظمة ، ليجد أن ما تعوّد عليه في بلاد الاغتراب من طريقة للحياة لا تتوّفر في مدينته التي يحب ، وأن الحال الذي ترك الناس عليه لم يتغيّر بل ازداد سوءا ، فاحترام الوقت ليس له قيمة عند معظمهم
والمواعيد يضرب بها عرض الحائط . ويستسهلون إلقاء النفايات من السيّارات في الشوارع ولا يراعون نظافة الأماكن العامة . وكأنّ الناس يقصدون أن تكون شوارعهم وحاراتهم وسخة , وهم من يعلمون أنّهم بذلك انّما يساعدون على اظهار الوجه القميء لبلدتهم من دون أن يعذّبهم ضميرهم . والاعتداء على الأرصفة من قبل معظم اصحاب المحلاّت أصبح واقعا ، فقد احتلّوا كلّ رصيف المشاة وضمّوه الى مخازنهم وأصبح المواطنين لا يجدون سبيلا الى السير الاّ على نفس الطريق الذي تسير عليه السيّارات ، مما يعرّضهم لحوادث الدهس التي تصيب بعضهم بإعاقات دائمة وتقتل آخرين .
لأنّ العادات السيّئة المتجّذرة في المجتمع ما زالت موجودة ، فقد لاحظ المغترب ازدياد الاعتماد على الواسطة في تسيير أمور الحياة ، حتّى الأشياء التي تسير بدون واسطة ، أصبح لا بدّ من وجود مسيّر لها ، مما ساعد بعض الناس الذين يخالفون القانون على أن تزيد مخالفاتهم له وأن لا يحسبوا حسابا لعواقب صنيعهم مثل أخذ دور المستحقّين في التعيين في الوظائف العامّة وغيرها من الأمور الصغيرة والكبيرة . وأصبح من الأمور العاديّة قطع إشارة المرور الضوئية وهي حمراء وبسرعة جنونيّة تؤدّي في الغالب الى حوادث قاتلة ، فيفقد السائق ، الذي هو في الغالب من الفتيان الصغار حياته ويصاب معه اناس آخرين أو يموتوا أيضا . وكلّ ذلك ينهيه فنجان من القهوة العربيّة .
العادات السيّئة التي يعرف الجميع ومن يقومون بها منهم ، أنّها لا تدلّ الاّ على جهل فاعلها بأنّ ما يقوم به سيّرسخ الاعتقاد السائد بتخلّفنا عن المجتمعات الأخرى التي تراعي القوانين والأنظمة والتعليمات التي تنظّم سير الحياة ، والتي سيلتزم بها ولن يخالفها من لا يحترمها في بلده الأصلي ان هو ذهب الى تلك المجتمعات ، لأنّ هذه القوانين ستطبّق عليه وعلى غيره ، وكأنّه يقول أن من أمن العقوبة أساء الى وطنه ومجتمعه .