طقوس الانتخابات
بدأت التحركات بعد تحديد موعد الانتخابات النيابية القادمة تسير بخطى متسارعة للراغبين في خوض الانتخابات ومسانديهم , بهدف استقراء الواقع وبناء تحالفات وتشكيل الكتل , وبات هذا الحراك ظاهراً في مناسبات الافراح والاتراح , وزيارة المرضى, حتى انك تستطيع ان تتعرف على المرشحين في هذه المناسبات بدون اي عناء .
هذا بالاضافة لاقامة الولائم الرمضانية للمحبين والاصدقاء بمناسبة الشهر الفضيل , وعلى قاعدة ( اطعم الفم تستحي العين ) وهذا جزء هام من طقوس الانتخابات لا بد منه ويتكرر في كل موسم .
الغريب ان هذه الطقوس المصطنعة تفعل فعلتها في الناس , حتى انها تمسح من ذاكرتهم الخبرات السيئة التي تكونت لديهم من المجلس النيابي السابق , وما حملوه عنه من خبرات سلبية , واكتشافهم ان من انتخبوهم لم يحققوا ادنى المطلوب , وانهم وصلوا للبرلمان على ظهور ناخبيهم , وتناسوا كل ذلك , وكل ما فعلوه انهم حققوا مكاسب ذاتيه لهم ولمن يخصهم , اما قاعدتهم التي اوصلتهم للمقعد النيابي لم يطالها الا الشكر والثناء على ما قدموه , وربما حتى الشكر غاب عن بعض من وصلوا للقبة .
كل مرة يتأكد لدينا اننا نرتكب نفس الاخطاء في التعاطف مع شخوص نزكيهم ونصوت لهم ونوصلهم لقبة البرلمان وبعدها نندم على فعلتنا بأختيارهم , لانهم لم يكونوا بقدر المسؤولية التي اوكلناها لهم , ونتأكد انهم غرروا بنا بشعاراتهم التي زينوا بها شوارعنا , وخطبهم الرنانة التي ارهقوا فيها مسامعنا , ووعودهم الكاذبة التي ذهبت في مهب الريح .
لا اعلم لماذا لانستفيد من اخطائنا ؟؟
ولماذا نعود ونُجرب المُجرب الذي ثبت فشله ؟؟
نحن لا ننكر ان المجلس السابق كان يضم ثلة قليلة من النواب الغيورين على الوطن والمواطن , وان هؤلاء كانوا جدار صد امام تمرير بعض القرارات التي لاتخدم المواطن , وهؤلاء النواب اثبتوا ان العمل النيابي تكليف وامانة ومسؤولية , وليس تشريف ومباهاة وسفرات للخارج وشراء بذلات وربطات , واستعراض في المناسبات .
نأمل ان نكون اكثر دقة وتمحيص في من نرشحة للانتخابات القادمة , وان لا ننجرف في تيار القوى المظللة من المتنفعين من مواسم الانتخابات , وان لا تقودنا العاطفة , بل العقل .
وفي نهاية المطاف هناك الكثير من الخيرين , المتعلمين , المخلصين , الحريصين على بلدهم ومصلحة المواطن , وهؤلاء هم الاقدر على نقل همومنا وهموم وطنهم بأمانة واخلاص .
والصوت امانة نسأل عنها امام الله .
حفظ الله الوطن , وادام ا
أمنه وأمانه , انه ولي ذلك والقادر علية .