خيمة وخيبة

البدع ضلال وهي في النار، والامر ينسحب على ما يسمى زورا وبهتانا وافكا خيما رمضانية، حتى وإن اقتصر استخدامها من اجل تناول التمر الهندي وعرق السوس والعجوة والقطايف، فما البال بتلك التي هي من اجل السهر والسمر والطرب بحضور ليس فيه من الحشمة امر، وانما سفور ورقص واراجيل تسطل الساهرين.
وذات الحال على ما يطلق عليه سهرات رمضانية في الفنادق والمطاعم، حيث الاغاني والطرب الشرقي وخدمات النادلات مع المسرحيات اللبنانية والمازات، وليس خافيا ان المصنفة سياحيا تستقبل الزبائن على مدار الساعة، شريطة ان يكون ذلك في الصالات المغلقة وليس البلكونات، فأين هي الصفة الرمضانية التي تنطبق على الخيم او السهرات.
طوشة كبيرة بين صائمين يصطفون على الدور من اجل شراء القطايف، وازمات سير امام المخابز وزوامير تطلق بدلا من الشتائم وتبادليا ما بين المستعجلين للوصول قبل أذان الافطار، وعصائر معروضة في الشمس على اساس انها مشاريب رمضانية، ومواد غذائية غير صالحة الذي يباع منها للناس اضعاف مضاعفة من الذي يتم ضبطه واتلافه، واسعار يتم التحكم بها وتصل الى ضمة البقدونس لتعرض بحجم اقل وسعر اعلى من المعتاد بخمسين فلسا، وعن الاجراءات في المعاملات والمراجعات حدث بلا حرج عن المزاجية والنرفزة، وكل ذلك وغيره يمر تحت يافطة الصيام فهل هكذا هو رمضان حقا.
مسلسلات رمضانية يعمل عليها طوال عام، ويصرف عليها الملايين، لتبث في رمضان مقتحمة كل البيوت بلا استئذان، وهي تتنوع في كل اصناف الدراما والكوميديا والاستعراض بما فيه من رقص وغناء وتبث من امبرطورية الام بي سي على عشرات القنوات التابعة لها، واكثر اللافت هذا الموسم مسلسل مصري عنوانه «الكيف» بما فيه من تحشيش ومخدرات ونساء وهو يبث على اساس انه مسلسل رمضاني، وقد نقل عن فيفي عبده انها تخصص رمضان لأعمال الخير والعبادة ومثلها نقل عن احلام ايضا.
الاسوأ على الاطلاق استمرار القتل المتبادل بين المسلمين الذي لا يمنعه رمضان وهو من الاشهر الحرم، وها هو على اشده في الفلوجة وكل الشام وفي اليمن وليبيا فأي خليفة هذا البغدادي ولا يختلف غيره عنه ايضا.