مغزى القمة الاردنية - الكويتية بالمرحلة الراهنة
اخبار البلد-
سنة حميدة وخطوة اخوية من شأنها دعم العلاقات العربية تلك التي استنها سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني واخوانه قادة المنطقة في شهر رمضان المبارك حيث بحث مع جلالته باسهاب سبل تطوير العلاقات الاردنية واستعراض القضايا ذات الاهتمام ا المشترك ومنها الازمة السورية والذي يحتضن الاردن قرابة مليون سوري في اراضيه والاوضاع العراقية واليمنية والليبية وقضية فلسطين التي تستأثر باهتمام الكويت والاردن لجهة حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وقد كان لافتا خلال مباحثات الزعيمين ان اكد جلالة الملك وقوفه ودعمه الى جانب اميردولة الكويت بانجاح مبادرة السلام الكويتية في شأن نجاح المفاوضات بين اليمنيين لوقف ازهاق الدماء في القطر الشقيق التي ناهزت الشهر دون التوصل الى اتفاق حاسم حيال القضية اليمنيةالتي تؤرق الارد ن والكويت والدول العربية كافة .
فاللقاءات التي جرت بين جلالة الملك وسمو الامير يوم الاول من امس في قصر دسمان والتي تجئ قبل عقد القمة العربية في نواكشوط قريبا تمثل مدى أهمية العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها وهى تشكل عنصر ثبات واستقرار وثقة بالإضافة إلى كونها حالة فريدة في العلاقات العربية فضلا عن كونها تجسد علامات الأخوة العربية لما تعبر عنه من إستراتيجية متميزة خاصة وأن الكويت دائما تقف داعما للقضايا العربية وللأردن بوجه خاص في المجالات الاقتصادية سواء في التنسيق المتشكل حيال العملية السلمية أو تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لاسيما وأن موقف الكويت تدعو وباستمرار لتطبيق الشرعية الفلسطينية وفى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف لان الأردن والكويت يلعبان دورا بارزا بمهمة تنقية الأجواء العربية وتحقيق التضامن العربي المنشود.
والواضح أنني أعرف الجهد الكبير الذي يبذله صاحب السمو الأمير عبر المؤتمر الاقتصادي والتنموي العربي الذي عقد في الكويت مؤخرا وقمة مجلس التعاون الخليجي الثلاثين والذي أتيحت لي الفرصة لتغطية نشاطاتهما وفعالياتهما ولمست مدى الجهد المميز والخارق الذي يبذله سموه لإيجاد موقف عربي موحد تجاه قضايانا في فلسطين والعراق واليمن وليبيا وتوحيد الصف العربي لمواجهة التحديات الراهنة مع إخوانه قادة الدول العربية وخاصة جلالة الملك عبد الله الثاني بغية تنسيق المواقف والابتعاد عن الخلافات والتداعيات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية والتأكيد على أن الاستمرار في الانشقاق بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية وكذلك الانقسام يوفر لإسرائيل الحجة والذريعة للتهرب من استحقاقات السلام.
فالعلاقات الأردنية - الكويتية تشهد مزيدا من النمو والتقدم والازدهار في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية تجسيدا للطموحات الوطنية والقومية التي اختطها جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وذلك انطلاقا من الرؤى التي رسمها الزعيمان العربيان لتطوير التعاون على قواعد ثابتة تقوم على المصداقية والتفاهم والحوار والمصارحة والحرص على إقامة العلاقات الأخوية الطيبة مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
ولعل من المفيد القول ان دور الكويت في مواصلة مسيرة النهضة على درب التنمية والبناء لهذا الوطن وصنع الرخاء- واضح وجلي جدا حيث وصلت مجمل الاستثمارات في الأردن حوالي عشرة مليارات دولار حيث شملت هذه المسيرة الدعم للاردن في محتلف مجالات الحياة كافة خاصة دورها في الاسهام قضية اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري ، لأنها ترتكز على أصالة المبادىء وحيويتها، حيث جعلت من هذه الدولة حاضرة من خلال مواقفها وسياساتها في كل المجالات.. حيث مكنتها في الوقت ذاته من مواكبة تطورات ومتطلبات الألفية الثالثة والتفاعل الايجابي مع كل الدول العربية والااسلامية على السواء .
لقد أرسى سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، قواعد متطورة وأسسا ثابتة لمزيد من الانجازات تعبر عن نفسها على نحو عملي وملموس.. في كل أرجاء الوطن، بروح مفعمة بالعزم والإصرار لتحقيق التلاحم والتماسك بين أبناء الوطن تتجاوز العقبات.. وتؤسس لبناء عصري يسهم فيه أبناء الكويت كافة. ومن خلال هذه الرؤى التي عايشتها والتي جسدها سمو الأمير، وولي عهده سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كرس سمو الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس الوزراء جهده لتنفيذ هذه الخطط السليمة والموضوعية والإستراتيجية الكويتية الفاعلة وفق متطلبات المستقبل الواحد ، لكي تواصل مسيرة وجهود التنمية دورها ليس فقط على صعيد تشييد البنية الأساسية التي تتكامل في كل المحافظات الكويتية، بل لتهيئة كل مقومات التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتنمية الموارد المتاحة على تنوعها وبناء الإنسان الكويتي الحديث القادر على القيام بدوره ومسؤولياته الكبيرة لينعم شعب الكويت باستمرار بالأمن والاستقرار على طريق التنمية المستدامة ودعم العمل العربي المشترك في مجالاته المختلفة.
فالعلاقات الأردنية - الكويتية، تنمو بشكل مزدهر نظرا للدور الكبير الذي يبذله الدكتور حمد الدعيج سفير الكويت في الأردن الذي أسهم في زيادة الاستثمارات الكويتية في الأردن والتي فاقت العشرة مليارات مليارات دولار ، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري والثقافي المشترك مرورا بزيادة اعداد الطلبة الكويتيين الدارسين في الأردن ووصولا إلى الشراكة التاريخية بين البلدين في مختلف مجالات التنمية والتي نشهدها حاليا والتي تلقى دعما عربيا ودوليا كبيرين نظرا لسياستها الرائدة في مختلف المجالات.
لقد احتضنت الكويت في العام المنصرم قمم الاقتصادية والتنموية والتي لعب خلالها سمو أمير الكويت-و الذي كان يعرف بحمامة السلام في المنطقة لدوره في تنقية الأجواء العربية وتحقيق التضامن العربي إبان توليه منصب نائب لرئيس الوزراء ووزير للخارجية والذي تشرفت بمرافقة سموه في العديد من مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية العرب و دول عدم الانحياز ودوره البارز لتجسيد المصالحة اللبنانية ودعم العلاقات الأردنية الفلسطينية وتبنى الدور الفلسطيني من الكويت حيث أسهم سموه عبر سياسة الكويت الناجحة والحكيمة في إقامة الثورة الفلسطينية من الكويت ودعمها بكل ما تحتاج إليه في مختلف المجالات - دورا بارزا وايجابيا في تحقيق المصالحة العربية بين الأشقاء العرب، حيث فتحت الكويت من خلال هذه القمة طريقا لتجسيد التعاون المشترك فضلا عن كونها حظيت بمكانة تاريخية نظرا لكونها أول قمة عربية متخصصة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي تناولت شأن المواطن العربي وأوضاعه الاقتصادية بشكل مباشر بعيدا عن الخوض في المجالات السياسية ، والتي من خلالها أسهمت هذه القمة في دعم أهالي غزة بتقديم الكويت خمسمائة ألف دولار لإعادة إعمار غزة للتخفيف من معاناتهم من تداعيات العدوان الاسرائيلي على القطاع ، الأمر الذي ظهر كذلك من خلال حرص القيادة الكويتية على ان تكون في مقدمة الدول المشاركة في مؤتمر المانحين الذي استضافته مصر لاعادة اعمار قطاع غزة ودعم القضية الفلسطينية وكذلك التبرع بمبلغ اربعة وثلاثين مليون دولار للاونروا للمساندة ومؤازرة اللاجئين الفلسطينيين. .
والكويت تفخر بحياة ديمقراطية عايشتها على مدار عقود من الزمن.. تلك الممارسة الحضارية اصبحت معيارا يقاس به تقدم الامم ورقيها وهي نتيجة طبيعية للعلاقة المميزة بين الحاكم والمحكوم والتي ترجمت بتأسيس دستور عام 1962 كحالة طبيعية لسياق تلك الديمقراطية وبناء دولة القانون والمؤسسات.
ويمكن القول ان زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني لدولة الكويت الشقيقة والمباحثات التي اجراها جلالته مع اخيه سمو الشيخ صباح الجابر الصباح امير دولة الكويت الاول من امس عكست عمق وتميز العلاقات الاردنية الكويتية والافاق المفتوحة لتطويرها في مختلف المجالات افقيا وعاموديا. كما ان الزعيمين اكدا فى اكثر من مناسبة حرصهما على توثيق علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين لما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويسهم بالتالي في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الصعد وقد جسد هذه العلاقات الاخوية بين البلدين الدور البارز الذي لعبه سفير الكويت في الاردن الدكتور حمد الدعيج والذي بذل الكثير من الجهد لتعزيز العلاقات الاخوية وجذب الاستثمارات للكويت لدوره الريادي والمعهود لخدمة البلدين الشقيقين والذي سيكون لهذه الزيارة الاثر الكبير لنجاحها التاريخي في مسير ة هذه العلاقات الاخوية والتي سترتقي كما أبلغني السفير الكويتى النشط في الاردن الى تجسيد حالة التكافل الاقتصادي المشترك بحيث يتم مجاراة متطلبات المرحلة وتعظيم العائد الاقتصادي للبلدين خاصة وان البلدين يرتبطان باتفاقات اقتصادية وتجارية وثقافية وسياحية وغيرها تسهم في زيادة هذا التعاون المشترك.
وقال السفير الدعيج لي : ان العلاقات الاردنية -الكويتية تشهد نمواً مطرداً في مختلف الميادين، لأن لدى القيادتين الأردنية والكويتية تفاهما سياسيا عميقا ورؤى مشتركة وتعاونا شاملا حيال مختلف القضايا الراهنة ورغبة جادة في إيجاد حل لكل أزمات المنطقة وتحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة عن طريق حل الدولتين ، وتوفير الأمن والاستقرار واللجوء إلى الحوار لحل كل القضايا بروح الأخوة والتضامن لرفع مستوى شعوب المنطقة في مختلف المجالات.
والواقع انه في أطار هذه السياسة الحكيمة للقيادتين الأردنية و الكويتية وفي إطار هذه الرؤية والأجواء الجيدة فقد كان التطابق في وجهات نظر الزعيمين في محادثاتهما المرتقبة حيال القضية الفلسطينية والوضع في العراق ملحوظا ليؤكد على جدوى وأهمية ونجاح سياسة الاعتدال والوسطية والانحياز للسلام والشرعية الدولية وثقافة الحوار التي يتبعها البلدان والتي باتت سمة رئيسة في المنطقة وتلقى دعما وتشجيعا في مختلف الأوساط الإقليمية والدولية وتحتل فيه عمان والكويت المرتبة المتقدمة في هذا المشهد.
و الواقع انه سيكون لهذه اللقاءات الأخوية بين الزعيمين الأردني و الكويتي أهمية كبيرة في وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية إزاء الشعب الفلسطيني الذي يمر في ظروف صعبة يهدد بحدوث كارثة إنسانية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ما يستدعي استمرار الدعم وتأمين المساعدات الاقتصادية لتجاوز هذه الظروف والحال كذلك فإن الزعيمين وبما يتمتعان به من حكمة وبعد نظر فقد حثا الشعب الفلسطيني بكافة قواه السياسية وفصائله على التكاتف والوحدة ونبذ الخلاف في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها المنطقة.
فهذه القمة الأردنية -الكويتية شكلت فرصة كما قال -لي- معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب فرصة جديدة للتأكيد على عمق الروابط والعلاقات الأخوية الأردنية الكويتية الوثيقة وعلى حرص البلدين على إدامة علاقات التعاون والتنسيق الثنائي وباقي علاقات التعاون والتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي التي يرتبط الأردن بها بعلاقات متميزة لخدمة قضايا الأمة والوطن العربى. .
ولعل اهمية هذه الزيارة لجلالة الملك عبدالله الثاني الخاطفة الى الكويت ومحادثاته الناجحة حيال مختلف القضايا العربية والدولية الراهنةتجئ فى وقت تشهد المنطقة مزيدا من التوتر والاقتتال بسبب تداعيات الاحداث المتسارعة فى فلسطين والعراق وسورية وليبيا واليمن والعراق والتهديدات الاسرائيلية للفلسطينيين الامر الذى سيجعل من التسيق الاردنى – الكويتى المشترك خطوة لتوحيد المواقف والصف العربى لما يخدم مصالح الامة عبر الصعيدين العربى والدولى لما تتصف به سياسة البلدين الاردن والكويت من مثالية واعتدال فى الطرح والمواقف الوطنية والقومية المشتركة في هذه المرحلة الراهتة خاص قبيل عقد القمة العربية .