(تنجيد) الحياة الحزبية في الأردن

في البلد عشرة أحزاب جديدة قيد التأسيس. من الواضح أن الحياة السياسية في الأردن تشهد قدراً من التغير, وقد نكون أمام الموجة الثانية من "الانفتاح الديمقراطي" وهذا الأخير هو المفهوم الذي تم التوافق عليه كقاسم مشترك بين المهتمين في توصيف الحالة الأردنية منذ عام ,1989 إنه مفهوم حيوي يعفي مستخدميه من ضرورة خوض النقاش حول حجم المكوّن الديمقراطي في الحياة السياسية, إنه يتيح الفرصة للتعايش بين المتشائمين والمتفائلين.

 

أسماء الأحزاب الجديدة تتضمن كلمات بعضها اعتيادي والآخر جديد, فقد تكررت كلمة الوطني أربع مرات فيما تكررت كلمة شباب مرتين, واستخدمت كلمات الوطن والقومي والديمقراطي مرة واحدة لكل منها, وهناك كلمات جديدة بالكامل مثل "الإرادة, والتصحيح, والنشامى, والكرامة". وقد استخدم أحد الأحزاب تسمية "جبهة العمل الوطني" واستخدم آخر تسمية "جبهة العمل القومي", واستعادت مجموعة من السياسيين والنشطاء اسم "الاتحاد الوطني الأردني" وهو الاسم الذي اشتهر عام 1971 وله قصته المعروفة.

 

توحي التسميات الحزبية بأن الجديد الحزبي يقتصر على "الموالاة", أو إذا شئنا الدقة ولكي لا ينزعج من يعتبر الموالاة تهمة, قد نقول أن الجديد الحزبي لا يشمل المعارضة, حيث تغيب التسميات اليسارية أو الإسلامية.

 

ماذا نسمي هذه الظاهرة? من الصعب الكلام عن تجديد الحياة الحزبية لأن الجديد غير واضح للآن, دعونا مؤقتاً نتحدث عن "تنجيد" الحياة الحزبية. نعم "تنجيد", فعلى الأقل سيكون المفهوم إبداعاً أردنياً خالصاً, وهو بالتأكيد الأول من نوعه في الشرق الأوسط.