الحاضنه الشعبيه للتطرف والتخلف والتخاذل والفساد

المحامي / فراس ملكاوي

ربما بمقدور اي جيش قوي او مليشيا اوتنظيم لديه امكانيات التفوق العسكري لحسم معركة ما والحاق الهزيمه بخصمه او عدوه متى كانت الظروف مناسبه لذلك ...ولكن ليس لاي دين او قوة على الارض ان تستقر وتفرض شرائعها ونواميسها بدون ان يلقى فكرهم وافكارهم قبولا واحتراما في المنطقه المستهدفه وهذا القبول الشعبي لهذه الظاهر والتعايش معها واعتبارها امرااا طبيعيا وعاديا والتعاطي معه بشكل ايجابي هو مايسمى بالحاضنة الشعبيه بحيث تصبح منطقة ما بيئه خصبه ومناسبه لتنامي هذا الفكر وانتشاره في المحيط بحيث تصبح المنطقة جاذبه لانصار هذا الفكر المشوه ومن ناحية اخرى سرعان ما تجد الكثير من الشباب اليائس المهزوم من الداخل والخارج الذي لا يجد في المستقبل سوى المزيد من الغربه والتهميش ....لقمة سائغه ووقود جاهز من اجود الانواع لدفع عجلة الارهاب والتطرف...

نعم..ان قبولنا على استحياء احيانا لهذه الظواهر ودعم الشارع لهم بالقبول الشعبي واعتياد الناس لسماع فتاواهم ومايصحبه من ترغيب وترهيب ووعود بتغيير الواقع المؤلم من العزة والفروسيه الى الجنه والحور العين ..وبهذا تتكون وتتشكل الحواضن الاجتماعيه والشعبيه ..وبالمقابل ماذا تفعل الحكومة والمجتمع ومؤساساته لمجابهة هذه الازمه سوى الشتم والتجريم احيانا وتقزيم هذه المنظمات احيانا اخرى و عند الحاجه المبالغه بحجمها وقوتها لاخماد بعض الحراكات بالشارع وبذللك تتحقق الغاية القصوى للتطرف القائمه على نشر الرعب والخوف في العامه ..وكما يحضن المجتمع الارهاب والتطرف ولو الحضانة له لما كان ..يحضن المجتمع الفساد والفاسدين والتخلف والمتخلفين ...

وتجدهم يتصدرون الشارع والمناسبات الاجتماعيه ويقبلهم ويتقبلهم الناس رغم قبح افعالهم ورائحة فسادهم النتنه ..واليوم اذا ما وجهت دعوات للقاء المفكرين والمحافظين والنهضويين لوجدت الحضور اغلبه من الفاسدين الساقطين ..

.نقف اليوم بين مطرقة التطرف  والانحراف العقائدي من جهه وبين الفساد والانحلال الاخلاقي والنفاق السياسي من جهة اخرى ...الايوجد نماذج وطنيه محافظه  معتدلة بدينها واعرافها محافظة على هويتها تتطلع لبناء وطنها  وتحريره من التدخل الخارجي والاعتماد على الذات من خلال برنامج عمل وطني يهدف بالضرورة لاعلاء قضايا الوطن وكرامته دون عماله وانبطاح او تطرف .

فراس ملكاوي ....