عن المزاج الإنساني العنيف

العالم جُنّ جنونه، من أورلاندو/ فلوريدا حيث أميركي مسلم من أصل أفغاني يردي خمسين ويصيب خمسين، في المذبحة الأكبر بإطلاق نار في التاريخ الأميركي حسب ما قال أوباما، إلى ميادين وشوارع المدن الفرنسية حيث تشتبك جماهير مشجعي كرة القدم وكأنّها في ساحة حرب.
على الجانب الآخر من العالم، كان هناك تفجير في مطار شانغهاي، وعودة إلى أميركا فهناك شخص يطلق النار على مغنية مشهورة فيقتلها، وفي منطقتنا تتكرر الحوادث التي صارت عادية، فيأتي انفجار في بيروت، وانفجارات في العراق، إلى الكثير ممّا يشي بتغيّر المزاج الإنساني والتحوّل نحو العنف.
ولن نتحدّث عن الحروب التي تحصد مئات الأرواح يومياً، بل عن الأفراد الذين يحملون جنسيات مختلفة، وينتمون إلى هويات ومعتقدات دينية متعددة، وذهبون إلى تصفية حساباتهم مع الدنيا والآخرين بالعنف، ليختلط الحابل بالنابل.
نحن لسنا بعيدين عن هذا كلّه، للأسف، وأقتبس من تقرير الزميل موفق كمال في "الغد”، وأنهي به مقالتي:”استقبل الأردنيون الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك بـ(5) جرائم راح ضحيتها 12 شخصا، من بينهم خمسة شهداء من مكتب مخابرات البقعة، الذي كان هدفا لعملية إرهابية من قبل أحد الاشخاص، بعد مرور أول ساعة من الشهر الفضيل.
وكان لافتا في الجرائم التي ارتكبت خلال الأسبوع الماضي، أن بعضها جرائم جماعية، مثل جريمة مخابرات البقعة، أو السبعيني الذي قتل أسرته (ابنه وزوجته وابنته)، بسبب خلاف عائلي بين ابنه وزوجة الأخير، ناهيك عن جريمة عين الباشا، عندما «أقدم أحد الأشخاص متعمدا، على دهس مجموعة مواطنين بسبب مشاجرة معهم»، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين”.