" إنهم يعنصرون التكنولوجيا "

" إنهم يعنصرون التكنولوجيا "

 بقلم: أحمد عطاالله النعسان

 

     في وقت تتوجه فيه تهم الإرهاب والعنف والتطرف وتقييد الحرية جزافا وعدوانا وبهتانا للإسلام وأهله، تتوالى الأخبار والأحداث التي تثبت أن من ينعت المسلمين بهذه الصفات هو الموطن الرئيسي لها وهو منبعها وناشرها وراعيها، فإن الدول العظمى وعلى رأسها الشيطان الأكبر "أميركا" جيرت كل وسائل الإعلام الحديث والتكنولوجيا المتطورة لخدمة أهدافها وأجنداتها الخاصة وكيانها السرطاني الصهيوني، فلا تسمح بحرية التعبير عن الأشياء التي تسيء لهما أو تضر بمصلحتهما أو يكون لها ولو أبسط التأثير على رأي عموم شعبهم الذي لا يفقه بالسياسة كثيرا، في وقت تنادي فيه وتتشدق بالحرية وتطالب الدول الأخرى بها، وإن مررت بعض الأخبار يكون لهدف خبيث لعين.

 

      لقد جيرت الحكومة الأمريكية وجيشت كل وسائل الإعلام وكل شبكات التواصل الإجتماعي الحديثة على شبكة الإنترنت بعد أن أحكمت سيطرتها عليهما أمنيا واستخباراتيا لخدمة أهدافها ومساعدتها في تمرير مشروعها التدميري الجديد، ولكن ولله الحمد تفلت سيطرتهم أحيانا أو تعود النتائج عكسية على رؤوسهم في بعض الأحيان ونرجو من الله أن تكون دائما وفي كل الأحوال، فمع إندلاع الثورات العربية المطالبة بالحرية والتي دعمت بعضها أمريكا ووقفت بالأخرى على الحياد شكليا، أغلق موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" صفحة اعتبرت "مثيرة للجدل" نظرا لأنها تدعو لإنتفاضة فلسطينية جديدة، وبعدها بمدة سمعنا عن أن شركة فرندز المتخصصة بإرسال الإيميلات الإعلانية أبلغت لجنة شريان الحياة بأن إدارة موقع ياهو حجبت الكود الخاص بالشركة والذي يتم من خلاله إرسال الرسائل، حيث كانت تنوي الشركة بالإتفاق مع اللجنة إرسال إيميل للترويج لمهرجان إسطول الحرية الإنشادي، هذا بالإضافة إلى محاولة حذف أي مقطع فيديو من اليوتيوب يظهر وحشية وإجرام العدو الأمريكي والغربي والصهيوني في معاملة أبناء الدول التي يغتصبونها، ويحاولون تغطية جرائهم البشعة بالمناداة الكاذبة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فأين الديمقراطية وحقوق الإنسان عن الكيان الصهيوني والغاصب الأمريكي في فلسطين الحبيبة ولما هذا الصمت الأمريكي المعيب المخجل عن آلاف المعتقلين من أبنائها في سجون العدو المغتصب، أين الديمقراطية وحقوق الإنسان من العراق الجريح المغتصب أهي في المعتقلات وفيما تم نشره عن فضائح وفظائع أبو غريب ... أين هي من أفغانستان المحتلة والسودان المقسمة والصومال الجائعة وباكستان المخترقة، أين هي من نشر الفتن والخراب في كل الدول التي تعارض مشروعها الإستعماري الجديد، أعتقد جازما أن الحرية الأمريكية الصهيونية ترجمت وتترجم بالمعتقلات وإحتكار الإعلام وتشويه الحقائق وقلبها ومحاربة كل من يخالف ويغرد خارج السرب الصهيوأمريكي، إنهم بإختصار يعملون على عنصرة التكنولوجيا وتجييرها لمآربهم ومصالحهم الخاصة الدنيئة، لا يسعنا في هذا الوقت العصيب إلا أن نسأل الله العلي القدير أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا ويحقن دماء أبناء المسلمين في كل مكان، وأن ينصر أصحاب الحق والقضية العادلة في كل مكان وأن يحفظ كل من يجاهد في سبيله ويدافع عن دينه،وأن يرحم ويتقبل شهداء المسلمين في كل مكان، وأن يفرج كرب وأسر كل معتقل مظلوم في سجون العدو ومن والاه، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه.  


abomer_os@yahoo.com