خواطر رمضانية -1-


-1-
تحفل شبكات التواصل الاجتماعي بظاهرة «الجروبات» أو المجموعات، إذ يتبادل الأصحاب معلومات وخواطر، ونوادر، ومما وصلني صباحا، وأثار اهتمامي، مُلحة موجعة، لها مقاربات هنا وهناك، وعلى غير صعيد، وتتحدث عن عملية سطو في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية...
صرخ اللص موجهاً كلامه الى الأشخاص الموجودين داخل البنك: «لا تتحركوا فالمال ملك للدولة وحياتكم ملك لكم».استلقى الجميع على الارض بكل هدوء وهذا ما يسمى استراتيجية مفهوم تغيير التفكير/ تغيير الطريقة التقليدية في التفكير. وعندما عاد اللصوص الى مقرهم.. قال اللص الأصغر عمراً «والذي يحمل شهادة ماستر في إدارة الأعمال» لزعيم اللصوص وكان اكبرهم سنا «وكان أنهى 6 سنوات تعليم في المدرسة الابتدائية»: يا زعيم دعنا نحصي كم من الأموال سرقنا.. نهره الزعيم وقال له «أنت غبي جداً! هذه كمية كبيرة من الأموال, وستأخذ منا وقتاً طويلاً لعدها.. الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال! وهذا ما يسمى استراتيجية»الخبرة». في هذه الأيام، الخبرة أكثر أهمية من المؤهلات الورقية!
بعد أن غادر اللصوص البنك, قال مدير البنك لمدير الفرع, اتصل بالشرطة بسرعة، ولكن مدير الفرع قال له: «انتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها الى الـ 70 مليون دولار التي قمنا باختلاسها سابقا!. وهذا ما يسمى استراتيجية «السباحة مع التيار». تحويل وضع غير مُواتٍ لصالحك!
قال مدير الفرع: «سيكون الأمر رائعاً إذا كان هناك سرقة كل شهر» وهذا ما يسمى استراتيجية.
«قتل الملل.» السعادة الشخصية أكثر أهمية من وظيفتك. في اليوم التالي، ذكرت وكالات الأنباء ان 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك. قام اللصوص بعد النقود المرة تلو المرة, وفي كل مرة كانوا يجدون ان المبلغ هو 20 مليون دولار فقط. غضب اللصوص كثيراً وقالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار, ومدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه، يبدو أنه من الأفضل أن تكون متعلماً بدلًا من أن تكون لصا.! وهذا ما يسمى «المعرفة تساوي قيمتها ذهبا!» كان مدير البنك يبتسم سعيداً لأن خسائره في سوق الأسهم تمت تغطيتها بهذه السرقة. وهذا ما يسمى استراتيجية*»اقتناص الفرصة»*. الجرأة على القيام بالمخاطرة! فاللصوص الحقيقيون هم غالباً ذوو المناصب والمدراء الماليون وغيرهم كثير، لكنهم لصوص (بشهادات)!!
-2-
يقول جبران خليل جبران: ‏لاَ تَنسَ وَأَنتَ تُعطي أَنْ تُديَر وَجهَـك عَن مَن تُعطيه لِكيَ لاَ تَرىَ حياءه عارياً أَمَامَ عينيك! ويبدو أن كثيرا ممن يعتبرون عمل الخير وجاهة، لم يقرأوا ما قاله جبران، وليسوا معنيين حتى به، فهم يحرصون على إظهار أنفسهم وهم يتصدقون على البشر، ولا يرحمونهم من عسف الكاميرا، وتسجيل لحظات الإحساس بالانكسار! هؤلاء لم يقرأوا حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين )
أخرجه البخاري ومسلم

- See more at: http://www.addustour.com/17976/%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%B1+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9+-1-.html#sthash.G6aJl2rS.dpuf