كف الحكومة والمخرز
كف الحكومة والمخرز
زيــــاد البطاينه
قالو قديما ان الكف لايلاطم المخرز ولاندري الى متى يستطيع كف الحكومة مواجهه السيوف الخشبية المدهونه بلون براق والتي لم تقنع الشارع العام بعد ان بات يكشف الخفايا ويطلع على المستورويوظف لخدمه هذا وذاك
فقد أصبحت المساومة هذه الايام مبدأ ليس فقط للسياسيين وانما حتى الاعلام يعتمده البعض ولا اعمم كمبدا لدوام الاستمرار والكسب غير المشروع.. حتى بتنا نرى الكثير من الصحف والمواقع تجامل المجرمين والفاسدين والمختلسين والمرتشين وتجار البشر والشجر الحجر من لامبادئ لهم الا جيوبهم التي اترعت من ثمن قوت الشعب ومن بيع ممتلكاته وشراء الذمم لتوظيفها للدفاع عنهم بل تلبسهم ثوب النساكه وتجمل تاريخهم ولا تكشف الحقائق المرة التي يمر بها البلد والتي سببها مهادنه ومصالحه تلك الفئة الضاله والتي عاثت فسادا لكنها افلتت من الشباك لذكائها لتكون اليوم فرسان الساحة والموعودين وماسحي الالام والاحزان وسببها المنافع الدنيويه والوظائف والمكاسب التي حصل يحصل عليها مطبليهم ومزمريهم ثمنا للسكوت .. وذلك لان الأعلام لازال أسير الظلام وأفكار الانكسار والتقهقر والخوف من الجهل والبعض من الاقلام راى صاحبها بالكتابة تجارة فاستثمرها
مجاميع من الكتاب الطارئون على الساحة الذين لم يكونوا يحلموا بان يكتبوا بجريدة حتى او بدفاترهم وتلونوا ونافقوا وخضعوا وتعلموا السكوت أمام أجرام الجهل المسلح والغباء السياسي للدولة…. حتى البعض ممن كانوا بالامس رموزا . وترسخ مفهوم أخر لديهم بعد نشوء المافيات السياسية وهي المجاملة والمنافقة حتى بالكلمة وذلك لغرض الحصول على مكاسب شخصية وانية على حسب الحقيقة…
ظهر وعاظ كبار يهتفون للكبار ويهتفون لمافيات لا ترحم و لا تحترم الديمقراطية ولا الانسان لا يحترمون أجيال لا يحترمون فكر إنسان وحذفوا تعريف معنى الصدق » …. أنهم لا يحترمون قيم وحضارة مجتمع نسوا أنهم ناضلوا بالماضي من اجل المحرومين من اجل الضعفاء المحرومين… أنهم يسحقون اليوم العدالة ويصادقون الفاسدين ضمائر ومبادئ ….صافحوا الشيطان بأسماء عديدة تارة المجاملة تارة المصالحة وتاره لمنافعهم الشخصية
…. وبين الحين والحين يتلفظون بكلمات وطنية خادعة جبانة لا تغني من جوع شعاراتهم هي لمناغمة عاطفة الإنسان البسيط الطيب واستغلاله لدعايات يتنبون بتولي احدهم منصبا او عوده احدهم للساحة او او مثلما يتنؤن بالخلع والاستغناء واحيانا بالتغييراو لو يرددون ما يتلى عليهم خداع وغش وزيف كلمات..
السوء الأكبر يتحمله مثقفو المرحلة لان الشعب يئن ويرفض رموز البؤس والذل السابقة ويرفض الفساد الحالي…. أن الشعب بحاجة الى مثقفون ليبرزوا السوء المخفي ليستقرؤا الحقائق ليفسروا بأبسط التعابير حالتنا ومايجب ان نكون عليــه ...
وليكشفو حقيقة السيوف الخشبية وحامليها الذين يوهمونا انهم يشهرون سيوفهم للدفاع عن الوطن وقضاياه وانهم حاملي هموم ومتاعب ومشاكل وقضايا الشعب أي سيوف خشبية تلك التي استلوها ليوهمونا بها انها سيوف غريبة عنا وليست شبيهه بسيوف السلف استلهامن هم بذهنية كسلى لم تقدر على قراءة التاريخ ولا الواقع ليمارسوا طقوسهم ويجترو افكارهم ويغوصون بمستنقع الحقارة ليزداد عزلا واعتزالا ووقفوا ليعلنوا عن بقايا ماتجمع في حواصلهم العفنه من مفردات وهربو نحو ذواتهم المنخورةوالمباعة
نعم في عالم أصبحت فيه وسائل الإعلام الفاعل الرئيسي في تشكيل الرأي العام ليس المحلي فقط وإنما العالمي حتى ، وما لذلك من انعكاسات سياسية على مصير الدول والشعوب، أصبحت تلك الوسائل تكتسب أهمية استثنائية وتضطلع بدور غير مسبوق في رسم خرائط جديدة لعالم اليوم ويصبح الدور أكثر خطورة واستثنائية عندما تمتلك تلك الوسائل بحكم إمكانياتها والقوى الداعمة لها وطريقة تعاطيها مع الأحداث والقضايا التي تهم القارئ والسامع والمشاهد
ولا شك أن وسائل الإعلام الخاصة التي يعج بها الفضاء الدولي المفتوح ليست جميعها على مستوى واحد بحكم عوامل عديدة تتعلق بإمكاناتها التقافية والمادية ومستوى الكوادر التي تديرها أو تشرف عليها، ناهيك عن مرجعياتها الفكرية والأيديولوجية والرسالة المنوطة بها والتي تهدف لتحقيقها،
وهناك من استطاعت أن تكتسب جمهوراً واسعاً في البلد وخارجه لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها: إمكانياتها المادية واتساع رقعه قرائها لوجودكتبه مميزين او اخبار تتعلق بالحياه اليومية ومايهم المواطن منها اوماينتظره إضافة إلى كوادرها المؤهلة احيانا تأهيلاً مهنياً عاليا،ً
والاستفادة من نقاط ضعف البعض من شخصياتنا اومؤسساتنا اللاهثين وراء الشخصنه او المكاسب الشخصية والمنافع والواجدين ببعضها شباك للصيد وتقنص الفرص لتحقيق مطامع اومكاسب او اغراض حتى ولوكانت بعيده عن الصواب والحقيقةوالواقع بواسطة عملائه والمصفقين والمهللين وتجار الكلمه الذين يجدون مطرحا يتسلقونه ليكون لهم برجا يسددون منه سهامهم مما جعل الكثير يشيح بوجهه عنها ويشكل صورة انطباعية سلبية عن أدائها ودرجة مصداقيتها، ولا شك أن هذا التوصيف له بعض الاستثناءات في بعض وسائل الإعلام والاعلاميين ولكنه استثناء في الدرجة وليس في النوع.
واليوم نرى دولة الرئيس معروف البخيت في موقع لايحسد عليهو قد احيط بمن كل جانب بالطامع والحاسد والباغض ومن يبحثون عن شماعات يعلقون عليها اخطائهم واعمالهم وحبل غسيل ينشرون عليه ماعندهم والرئيس في موقف ايضا لايحسدعليه وقد ضاق ذرعاً بكثير من وسائل الاعلام لاكرها ولكن استغرابا واستهجانا وحرصا على رساله الاعلام لان يبقى محايدا ينطق بواقع لايماري ولايحابي ولا يجاري وان يحافظ على شرف المهنه وقدسيتها وان ينصرف لقضايا وهموم الوطن كشريك بالمسؤوليه
،لكن المتتبع لمسيرتنا الاعلامية يرى إن نقطة التحول في المسار المهني ودرجة الموضوعية في التعاطي مع الأحداث الجارية كان واضحاً في تناولها للكثير من القضايا نظراً لما تمثله من ثقل واهمية في حياه الوطن والمواطن إلا أن ما يثير الانتباه والتساؤل هو طبيعة التعاطي مع الحدث فمن الواضح أن ما يجري على الارض من حراك اجتماعي لا ينعكس بحجمه ولا بمجرياته على المجتمع ايجابا
، وهنا يصبح التشكيك في حيادية ومهنية وموضوعية الصحفي فيما يتعلق بذلك مبرراً ومشروعاً لكل باحث عن حقيقة ما يجري .
ورب قائل يقول اننا ننطلق من نظرة ذاتية في نقدنا هذا بحكم انتمائنا الوطني او عملنا المهني وهو أمر له ما يبرره، فلا نحن ولا غيرنا يستطيع التعامل مع حدث وطني يرتبط بمصير بلدنا ومستقبل أبنائنا بحيادية تامة فالبعد الوجداني حاضر تماماً ولكنه ليس المعطى الكلي الذي يصل إلى درجة التموضع التام في الحالة وانعدام الموضوعية فيها، هذا من جهة ومن جهة أخرى ما الرد على من يقول كيف تكون
لقد كشف البعض خفايا في أجندته تحول إلى أداة تحريض وتهييج للشارع الاردني وقام بدور وظيفي في كل ما يجري، مستغلا حالة الانفعال الجماعي الذي تثيره الأحداث الساخنة، حيث يفتقد المشاهد والمتابع للحدث القدرة على المحاكمة نتيجة لتسارع الأحداث وإيقاعها السريع، فيتعامل مع الصورة بحواسه لا بعقله، ما يجعله أكثر تأثراً بما تقدمه وهنا تكمن خطورة ما تبثه بعض وسائل الإعلام في زمن الأزمات.
فلو كان الوقوف إلى جانب الحكومة نهجاً ثابتاً في الاعلام لكانت بشكل طبيعي او على الاقل الأقل تعاملت معه بحيادية وموضوعية ولكن واقع الحال هو غير ذلك، فبعض الصحفيين ووسائل الاعلام تحولت إلى قناة للرأي دون الرأي الآخر ومن سفينة إنقاذ للوطن والمواطن إلى طوربيد لقصفهما ، وعلينا أن لا ننسى أن الأزمات هي المحك للمصداقية وحقيقة الهوية .
pressziad@yahoo.com